الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إعداد المدربين يحفز الرياضيين على الإبداع والإنجاز

إعداد المدربين يحفز الرياضيين على الإبداع والإنجاز
18 أكتوبر 2012
رضا سليم (دبي) - أكدت الجلسة الثالثة والأخيرة لندوة دبي الدولية الرابعة للإبداع الرياضي، التي أقيمت تحت شعار “مستقبل الإبداع الرياضي” أمس الأول، أهمية إعداد المدربين بشكل صحيح، وجعلهم قدوة للرياضيين، من أجل تجهيزهم لتحقيق الإبداع والإنجازات الرياضية. وخرجت الندوة بالعديد من التوصيات، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة، وطرح مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي منظم الندوة، ورقة العمل التي قدمتها نوال المتوكل نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في الجلسة الأولى، لتكون ضمن التوصيات، والتي تركزت على الاهتمام بالمرأة، وتعديل اللوائح والقوانين التي تحد من مشاركتها في المناصب الرياضية القيادية. وشهدت الجلسة الختامية من الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، في طرح العديد من الأسئلة التي آثرت الندوة بشكل عام، حول دور المدربين في تحفيز اللاعبين، في حضور نخبة من المختصين في الإبداع الرياضي والأكاديميين من الإمارات والوطن العربي والعالم. وأدار الجلسة د.عبد العزيز المهيري، وتضمنت محاضرة مميزة بعنوان “مقومات الإبداع والابتكار الرياضي” للدكتورة نيلوفار روحاني وقدمت خلالها خلاصة خبراتها المتراكمة والكبيرة، في مجال التدريب والإدارة والبحث، وهي أميركية مولودة في دبي، وتملك 14 سنة خبرة في هذا المجال، وتحمل شهادة علم الاجتماع من جامعة أيرزونا الأميركية. وركزت روحاني على أهمية إعداد المدربين وجعلهم قدوة للشباب، بما يساهم بتحفيز هؤلاء الرياضيين على الإبداع، فإذا تم غرس فكرة الخسارة في أحد ما، فإنه يبقى طوال عمره لا يؤمن بقدراته والعكس صحيح، حيث استشهدت بعبارة شهيرة للرسام بيكاسو الذي أشار إلى أن جميع الأطفال يولدون فنانين، لكن المشكلة في البقاء كفنان وأنت تكبر. وأكدت روحاني أهمية تعلم التغلب على الخوف، والوصول إلى الاتزان العقلي، فالإبداع يأتي من المعاناة في أغلب الأحيان، لذلك يجب على الأطفال أن يتعلمو كيف يفكرون وليس بماذا يفكرون. وقدمت مثالاً في تجربة علمية تم تقسيم الأطفال فيها من السن نفسه إلى صفين، الأول تم تسميته “صف المتفوقين”، وإخبار الطلاب فيه بمدى تفوقهم على الآخرين، وغرس هذا الأمر بهم، فيما تم تسمية الصف الثاني بصف غير القادرين، على تحقيق التفوق وإعلامهم بأن مستواهم ضعيف، وهم غير قادرين على التفوق، فكانت النتيجة أن المتفوقين اعتمدوا على نجاحاتهم السابقة، فبدأ مستواهم في بالانحدار، فيما بدأ غير المتفوقين بتحقيق علامات عالية، ورفض الأمر الواقع، وهذا الحال ينطبق على الفرق الرياضية في كثير من الأحيان. واستعرضت روحاني، مدرب كرة السلة الأميركي الشهير وودين، كنموذج في إعداد الأبطال الرياضيين، حيث ساهم المدرب الذي اشتهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مع جامعة “يو سي إل أيه”، بقدرته على إخراج أفضل ما لدى لاعبيه وتحفيزهم بطريقة مبدعة، حيث لم يطلب منهم أبداً تحقيق الفوز، ولم يتحدث عن أهمية الفوز بهذه المباراة، أو تلك أو بلوغ دور معين، لكنه كان دائماً يركز على مصطلحات بالتعامل مع لاعبيه، مثل تقديم أفضل ما لديكم في الملعب، رفض الاستسلام، واللعب حتى آخر لحظة، وساهم تعامله الإنساني مع لاعبيه على تكوين احترام متبادل أدى إلى تحقيق الفريق ألقاب عديدة. كما قدمت مثالاً بالرياضية الأميركية أميلي مولينز التي تعرضت لحادث وفقدت ساقيها، لكن ذلك لم يمنعها من تحقيق أرقام قياسية في سباقي 100 و200 متر والقفز الطويل، حيث تقول اللاعبة “اعتقد أن الإعاقة الوحيدة هي تحطيم الروح فقط، إذا تم فقدان الأمل وعدم رؤية الجمال في الحياة، فإننا لن نعود طبيعيين ونفقد حس المغامرة والقدرة على التخيل والتفوق”. وفي ختام الندوة، قام مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي بتوزيع استمارة تقييم على جميع الحاضرين، من أجل تقييم الندوة، بالإطلاع على آراء المشاركين الذين يمثلون جميع قطاعات العمل الرياضي، وتضمنت استمارة التقييم 5 مجالات تتعلق بشخصية المشارك، والتي تتضمن مهنته ومستواه التعليمي، وعمره حتى يتم معرفة الفئة التي ينتمي إليها، وكيفية التواصل ومعرفة الأخبار عن الندوة، وما إذا كانت المواضيع المختارة، قد حققت الأهداف التي يسعى إليها المشارك والمحاضرين الذين لفتوا الانتباه، ثم وضع درجات لتقييم كل ما يتعلق بالندوة من توقيت ومكان وإجراءات الاستقبال والمطبوعات والوصول إلى المعلومات، وغيرها من الأسئلة التي أجاب عنها المشاركون والحاضرون وكانت الانطباعات إيجابية، مما يدل على الاستفادة الكبيرة من تنظيم الندوة. وشهدت الندوة في الفترة الصباحية أمس الأول عقد جلستين، تضمنت الأولى حلقة نقاشية بعنوان “رؤى في مستقبل الإبداع الرياضي”، تحدث فيها نوال المتوكل نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، د. حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، د.عاطف عضيبات رئيس لجنة التحكيم في الجائزة ود.عبد اللطيف بخاري رئيس اللجنة الفنية في الجائزة واستاذ الإدارة الرياضية في جامعة أم القرى، فيما تضمنت الجلسة الثانية محاضرة واحدة بعنوان “الإبداعات والابتكارات الرياضية” تحدث فيها الاسترالي د. واين جولد سميث المحاضر العالمي المعروف في مجال الإبداع الرياضي (التدريب، التعليم، التنمية ، والابتكار) والذي يعمل مستشاراً للعديد من المنتخبات الدولية واللجان الأولمبية الوطنية، ونال العديد من الجوائز لمساهماته في مجال الإبداع الرياضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©