السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعركة في الصومال.. ومعضلة التمويل

12 مارس 2016 23:16
بينما شنّ مسلحون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» غارات على فنادق صومالية وكرروا هجماتهم بصورة متزايدة على قواعد القوات المتعددة الجنسيات، تتعرض مهمة «القوات الأفريقية» المستمرة منذ عشرة أعوام تقريباً بهدف إخماد التمرد، للتدمير بسبب خفض التمويل. وفي حين يقلص الاتحاد الأوروبي دعمه المالي بمقدار الخُمس هذا العام ، من الممكن أن تصبح العمليات البرية أولى الخسائر، حسبما أفاد محللون من بينهم «غيما جوردون» في مؤسسة «فيرسك مابلكروفت». وتأتي سياسة «التقشف» المالي هذه على الرغم من أن المتمردين التابعين لجماعة «الشباب» الإرهابية تستعيد قدراتها العابرة للحدود بعد تراجع الهجمات في دولة كينيا المجاورة في العام 2015، ويشير هجومان في الصومال في غضون خمسة أسابيع إلى أن الملاحة الجوية المدنية أضحت من بين أهدافهم. ومن الممكن أن يجبر نقص التمويل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أو «أميسوم»، على الاعتماد بصورة أكبر على الضربات الجوية أكثر من المشاة، والتكتيكات التي تكون «أقل فاعلية ضد عدو يائس»، بحسب جوردون المحللة البارزة المتخصصة في شؤون دول الصحراء الأفريقية. وحذر الزعماء الأفارقة الذين التقوا في جيبوتي الشهر الماضي من أنهم قد يعيدوا النظر في القوة التابعة لثماني دول تقاتل المسلحين، ما لم تزد الأمم المتحدة والكيانات الدولية الأخرى دعمها. ونفذت جماعة «الشباب»، التي بدأت تمردها في الصومال عام 2006، هجمات في دول من بينها كينيا وأوغندا وجيبوتي، وقتلت مئات الأشخاص .واستعادة السيطرة على الصومال، التي خربتها حرب أهلية استمرت أكثر من عقدين، ضرورية من أجل خطة الحكومة الرامية إلى جذب المستثمرين الأجانب. وربما يبدأ إنتـاج النفـــط والغاز في حلول العام 2020 بعد أن أظهرت أعمال التنقيب وجود مخزونات كبــيرة، بينما لا تزال شركات مثل «رويال دويتش شيل» و«إكسون موبيل» و«بي بي» تجري محــــادثات بشأن العائدات، حسبما أفاد الرئيس حسن شيخ محمود. وقال «ديفيد أوبنيو»، المتحدث الذي يمثل الجيش الكيني في قوات «أميسوم»: «إن خفض الإنفاق سيؤثر على قوات الاتحاد الأفريقي، وعليها أن تبحث عن موارد لضمان استمرار البعثة». وعززت الولايات المتحدة، التي استهدفت قادة جماعة «الشباب» في الماضي، أنشطتها. وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون»: «إن ضربة جوية شمال العاصمة مقديشو في الخامس من مارس، قتلت 150 مسلحاً». وتتجاوز هذه الحصيلة، التي تنكرها الجماعة، القتلى الذين سقطوا نتيجة كافة الضربات الجوية الأميركية السابقة في الدولة باستخدام طائرات من دون طيار منذ العام 2007، وفق بيانات مكتب الصحافة الاستقصائية. وأكد وزير الأمن الصومالي أن قوات بلاده، المدعومة أميركياً، قتلت 20 مسلحاً واعتقلت آخرين من جماعة «الشباب»، في هجمات على معسكرات أخرى بعد ثلاثة أيام أخرى من الغارات الأميركية. وقال «ديفيد رودريجوز»، رئيس القيادة الأفريقية الأميركية، في شهادة أمام لجنة الخدمات المســـلحة في مجلس الشيوخ، «في حين سيطرت قوات «أميسوم» على أراضي مهمة من (الشباب) العام الماضي، إلا أن العمليــات الأخــــيرة تم تقيـيدها بسبب الإفراط في انتشار القوات ونقاط الضعف الكامنة داخل الجيش الوطني الصومالي». ووقع هجوم كبير على منشآت «أميسوم» في يناير الماضي، عندما هاجم مسلحو «الشباب» معسكراً يستخدمه الجنود الكينيون بالقرب من الحدود في منطقة «العدي». وذكر المسلحون أنهم قتلوا 100 جندي، بينما أقرت الحكومة الكينية أن هناك خسائر في الأرواح لكنها لم تكشف عن حصيلتها. ولحق ذلك الهجوم في الأول من سبتمبر غارة على قاعدة يقطنها جنود أوغنديون، الأمر الذي تصفه «غوردون» بأنه «يكشف ضعف جاهزية القوات وأنشطة جمع المعلومات المخابراتية». وأفاد معهد التراث للدراسات السياسية، الذي يتخذ من مقديشو مقراً له، أن هذه الهجمات تسلط الضوء على الاستياء المحلي تجاه بعثة «أميسوم» وفشلها في بناء علاقات مع المدنيين الذين كانوا غير متعاطفين مع المسلحين. ونوّه «باول جابرييل» محلل شؤون شرق أفريقيا لدى «كنترول ريسكس جروب» إلى أن استهداف مسلحي «الشباب» القواعد العسكرية، وعجز «أميسوم» عن ملاحقتهم في معاقلهم الريفية، يشي بأن انتشار القوات الأفريقية ضعيف بالفعل. كما أن نقص الموارد يؤثر على قدرة قوات أميسوم على الاستمرار وتحقيق تقدم ضد (الشباب) ولذلك تداعيات على الأمن الداخلي في كينيا. *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©