الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كوسوفو.. يأس وفقر وفساد بعد 9 سنوات على الاستقلال

17 فبراير 2017 00:11
بريشتينا (أ ف ب) تحيي كوسوفو، آخر دولة استقلت في أوروبا، اليوم الذكرى التاسعة لاستقلالها، لكن المواطن ناظم أحمدي لا يفكر في الاحتفال، موضحاً: «أكافح كل يوم لتأمين الخبز لابني وزوجتي». والتوتر المتواصل مع صربيا ليس الهم الأول لهذا الأب البالغ من العمر 24 عاماً والعاطل عن العمل كغيره من ستين في المئة من الشباب في كوسوفو. فهو ينتظر لساعات في البرد، على أمل أن يطلب منه تاجر من سوق بريشتينا القيام بأشغال ليوم لقاء حوالي 15 يورو. وفي 2008، احتفل سكان كوسوفو الألبان بفرحة عارمة بإعلان استقلالهم من جانب واحد عن صربيا. وكان هذا الإقليم الفقير في يوغوسلافيا السابقة يعول على الغرب ليطوي صفحة حرب خاضها متمردوه المسلحون ضد جيش بلغراد في 1998 و1999 وأسفرت عن سقوط 13500 قتيل، أكثر من 10800 منهم ألبان. وبعد أقل من عشر سنوات، يتمتع هذا البلد باعتراف 110 دول، رغم مقاومة صربيا المدعومة من روسيا، لكنه يعاني أيضاً من تفشي الفقر والفساد. وتفيد الأرقام الرسمية أن البطالة تراجعت إلى 26 في المئة. لكن السكان يقولون «إن النسبة أكبر»، وهذا ما يؤكده أيضاً البنك الدولي الذي يتحدث عن معدل 42.6 في المئة في السنوات الأربع الأخيرة، ويعيش ثلث السكان تحت عتبة الفقر بينما يبلغ متوسط الأجور 360 يورو. ويغذي هذا الفقر الهجرة إلى أوروبا الغربية، وهي في أغلب الأحيان غير شرعية، أكثر مما يغذيها صعود التطرف مع انضمام حوالي 300 كوسوفي إلى المتطرفين في سوريا والعراق. ويقدر عدد السكان حالياً بـ1.87 مليون نسمة مقابل 2.1 مليون في 2008. ويتناول أحد النقاشات الرئيسة في البلاد مؤخراً طلب تحرير تأشيرات الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي. واعترف رئيس الوزراء عيسى مصطفى بأنه «على كوسوفو تأمين آفاق اقتصادية لسكانها من أجل إقناعهم بالبقاء بدلاً من البحث عن حلول في الخارج»، مؤكداً أن حكومته تفعل ما بوسعها لجذب المستثمرين الأجانب. ويبدو التطبيع مع صربيا ممراً إلزامياً لتحقيق ذلك، لكن المفاوضات التي بدأت في 2011 مع بلغراد تتقدم ببطء ويتخللها توتر من حين لآخر، كما حدث مطلع 2017 قبل أن يعيد الاتحاد الأوروبي مسؤولو الطرفين إلى طاولة المفاوضات. وتمر التنمية عبر علاقات هادئة مع بلغراد. ومن المفارقة أن التجارة لم تتوقف يوماً بين الكوسوفيين والصرب. وفي 2016 صدرت صربيا سلعاً بقيمة 400 مليون يورو إلى كوسوفو، وخصوصاً مواد غذائية، إلى جانب حركة التهريب الكثيفة. وحجم صادرات كوسوفو إلى صربيا أقل بكثير، إذ يقدر بـ40 مليون يورو، لكنه رقم أكبر مما تصدره الدولة الفتية إلى الشقيقة الألبانية الكبرى، الذي يقدر بـ36 مليون يورو. والعقبة الأخرى هي الفساد المستشري، فكوسوفو مصنفة في المرتبة الـ95 على لائحة منظمة الشفافية الدولية التي تضم 175 بلداً. وقد أوقف رئيس إدارة المالية للحكومة «زاهر باجرمي» للاشتباه في أنه استغل نفوذه في إجراءات قضائية. وقال الاقتصادي محمد غجاتا: «إن كوسوفو لا يمكن أن تصبح دولة فاعلة من دون تنمية اقتصادية لمكافحة البطالة المرتفعة والفقر، أكبر تحديين تواجههما آخر دولة أعلنت استقلالها في أوروبا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©