أبوظبي (الاتحاد)
ارتفع عدد الشركات المسجلة لدى المنطقة الحرة في مدينة مصدر إلى أكثر من 300 شركة تعمل على تقديم حلول وخدمات في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة والهندسة والتقنية.
وقال أحمد باقحوم مدير المنطقة الحرة في مدينة مصدر إن كبرى الشركات العالمية مثل سيمنز وجنرال إلكتريك وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة ولوكهيد مارتن افتتخحت مقرات إقليمية في المنطقة الحرة، مستفيدة من منظومة الابتكار التي تتمتع بها المدينة التي تجمع ما بين المعرفة والأبحاث والتطوير، موضحاً أن مبنى مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) يعتبر أول مبنى تجاري في دولة الإمارات يحصل على تصنيف أربع لآلئ من برنامج استدامة الذي أطلقه ويديره مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني.
وأضاف باقحوم: «نجحت المنطقة الحرة في مدينة مصدر في استقطاب الكثير من الشركات والمؤسسات، ونتوقع استقبال المزيد من الشركات في ظل المعرفة الواسعة لدى المنطقة بأهمية التكنولوجيا المتجددة والتطوير المستدام. ونحرص على تقديم أفضل الخدمات ذات المعايير العالمية للشركات لتتمكن من العمل ضمن بيئة متميزة تتيح لها النمو والتطور».
وتساهم المناطق الحرة في إمارة أبوظبي بدور فعال في استقطاب عدد متزايد من الشركات والمستثمرين من دولة الإمارات والعالم لتأمين أعمالهم في المناطق الحرة، حيث تستفيد من المزايا العديدة غير المعهودة والمتاحة لها هناك.
وتعتبر المنطقة الحرة بمدينة مصدر أحد أبرز المناطق الحرة في إمارة أبوظبي، حيث تتواجد في «مدينة مصدر»، وهي واحدة من أكثر المدن المستدامة ومنخفضة الكربون على الصعيد العالمي، وتوفر المنطقة الحرة في مدينة مصدر فرصاً ومزايا غير معهودة للشركات للعمل في بيئة هي الأكثر ابتكاراً وذلك انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي والذي يمثل ملتقى أسواق الشرق الأوسط وآسيا وعلى مبعدة خمس دقائق من مطار أبوظبي الدولي.
وشاركت المنطقة الحرة في مدينة مصدر في أسبوع جيتكس للتقنية والذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي من 18 وإلى 22 أكتوبر 2015. وقدمت المنطقة الحرة في مدينة مصدر للشركات الجديدة التي تريد التسجيل فيها خصماً يصل إلى 30% على رسوم الرخصة التجارية خلال فترة المعرض وحتى يناير 2016.
وقال باقحوم: «نتلقى اهتماماً منقطع النظير من جانب الشركات والمستثمرين وأصحاب المشاريع الراغبين في الاستفادة من المنطقة الحرة في مدينة مصدر لدعم أفكارهم المبتكرة والمساهمة في تحويلها إلى مشاريع ناجحة».
أنظمة الطاقة
إلى ذلك، أكد هيثم غوانمة مدير التسويق في سولاباك ليمتيد، بأن الشركة نجحت في تحقيق نمو متميز للغاية منذ تدشين مكتبها بالمنطقة الحرة في مدينة مصدر عام 2013.
وتمثل سولاباك ليمتيد البريطانية، الشركة الهندسية الرائدة في توفير أنظمة الطاقة الشمسية الجاهزة للتركيب في تطبيقات الشبكات المستقلة، واحدة من الشركات التي نجحت في تحقيق نمو لافت منذ بدء عملياتها بالنطقة الحرة في مدينة مصدر، وتعتبر سولاباك ليمتيد واحدة من أولى الشركات العالمية التي عملت في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال تدشين مكتب متكامل لها في المنطقة الحرة في مدينة مصدر يقدم لشركات النفط والغاز والاتصالات أفضل أنظمة الطاقة الكهروضوئية المستقلة لتمكين هذه الشركات من مواصلة أعمالها بسلاسة تامة ودون توقف.
وقال غوانمة: «بدأنا العمل بموظفين اثنين والآن يعمل لدينا ستة أشخاص إضافة إلى ثلاثة آخرين من دولة الإمارات وخارجها يقدمون الدعم مت ما تطلبت الحاجة إلى ذلك. وحالياً ناقشنا مع «مصدر» الحاجة للحصول على مكتب أوسع لاستيعاب العدد المتزايد من الموظفين».
وعن المنافع التي تحظى بها الشركة من المنطقة الحرة يضيف: «أيقنا مبكراً الحاجة لوجود مكتب متكامل الخدمات لتلبية طلبات عملاء الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكانت المنطقة الحرة في مدينة مصدر الخيار الأول لاحتضان هذه العمليات».
وتابع:« في الحقيقة، حظيت مدينة مصدر بسمعة عالمية مرموقة باعتبارها مركزاً للابتكار في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، من هنا، فإن وجود مكتب لشركة سولاباك في هذه المدينة يتيح لنا العمل مع أبرز شركات النفط والغاز والاتصالات التي تحتاج إلى شبكة مستقلة لتوفير الطاقة الكهربائية. ومن جانب آخر، تتيح خدمة النافدة الموحدة بالمنطقة الحرة بمصدر سلاسة وسرعة في إنجاز كل الإجراءات حيث لم يستغرق الأمر أكثر من خمسة إلى ستة أيام بالنسبة لنا للانتقال بدء العمل في مكتبنا في المنطقة الحرة.»
وبالنسبة للخطط المستقبلية، أكد غوانمة أن التوقعات والأبحاث السوقية التي قامت بها الشركة تتوقع تحقيق نمو سنوي بواقع 70 إلى 80? خلال الأعوام المقبلة.
وقال: «نخطط لتعزيز حضورنا في المنطقة من خلال توسيع مكتب الشركة في مدينة مصدر التي تحتل موقعاً إستراتيجياً في قلب العالم وافتتاح مكتب دعم آخر في شمال إفريقيا».
حلول ذكية
بدوره، أكد علي الطائي، الرئيس التنفيذي لشركة «هندسة» أن قرار تدشين مكتب الشركة بالمنطقة الحرة في مدينة مصدر كان واحداً من أهم القرارات التي اتخذتها إدارة «هندسة»، موضحا أن أعمال الشركة قد بدأت من خلال مكتب صغير في يونيو عام 2014 لتنمو إلى مكتب متكامل حالياً يعمل فيه أربعة أشخاص مع خطط لزيادة عدد الموظفين إلى عشرة موظفين خلال العام المقبل.
وتعتبر شركة «هندسة» من المؤسسات التي حققت نمواً سريعاً خلال عملياتها في المنطقة الحرة في مدينة مصدر، مستفيدة من المنافع غير المسبوقة المتاحة في واحدة من أكثر المدن العالمية المتطورة والمتخصصة. وتقدم شركة «هندسة»، التي قام بتأسيسها مهندسون شباب إماراتيون برغبة منهم لتلبية احتياجات المجتمع في مجال التعليم والهندسة، حلولاً ذكية ومبتكرة للارتقاء بالتعليم بدولة الإمارات.
وتعمل الشركة أيضاً على تطوير وهندسة أنظمة توليد الطاقة المتقدمة وحلول الحفاظ على المياه حيث يتم تخصيص هذه المنتجات لتلبية احتياجات العملاء بدولة الإمارات والمنطقة بشكل عام.
وقال الطائي: «تمثل المنطقة الحرة في مدينة مصدر بيئة عمل جاذبة تشجع على الأفكار المبتكرة والمبدعة والتي تتناغم مع إستراتيجية شركة هندسة».
وفيما يتعلق بخطط المستقبل، أكد الطائي أن شركة «هندسة» تستعد لإطلاق النسخة الثانية من «مشروع زايد»، أحد الحلول المبتكرة والذكية لري الغابات الصحراوية.
وقال: «نجري حالياً تجربة نظام ري مبتكر جديد يعمل بالطاقة الشمسية بدلاً من الديزل في إحدى المزارع في المنطقة الغربية في أبوظبي. ويعتبر هذا النظام المبتكر أحد الحلول الأكثر ملاءمة للبيئة، والأقل تكلفة بالمقارنة مع الحلول التقليدية، ويمكن تطويره وتخصيصه وفقاً لاحتياجات العملاء المتعددة، ونعتزم أيضاً إطلاق نظام جديد لمعالجة المياه في أسبوع أبوظبي للاستدامة 2016، ويستطيع هذا النظام معالجة المياه وتنقيتها من أجل الاستخدام الخارجي في المصانع والتجمعات النائية مثل مخيمات العمال».
التملك الأجنبي.. 100%
أبوظبي (الاتحاد)
قال أحمد باقحوم: «إن المزايا التي تتيحها المنطقة الحرة في مدينة مصدر للشركات الراغبة في فتح مكاتب لها تتضمن إمكانية التملك الأجنبي بنسبة 100% والإعفاء من ضريبة الدخل للأفراد والشركات والإعفاء من رسوم الاستيراد وحرية تحويل رأس المال والأرباح، كما تتميز المنطقة الحرة في مدينة مصدر بإجراءات الترخيص السريعة وغير المكلفة وسهولة تأسيس الشركات والأسعار التنافسية وانخفاض تكاليف التشغيل بفضل تطبيق معايير الاستدامة العالية وخفض مستوى استهلاك الطاقة والمياه التي تتميز بها المباني».
وتوفر خدمات «النافذة الواحدة» للشركات في المنطقة الحرة مزايا عديدة من بينها، تسجيل الشركات وتأجير المكاتب وخدمات التأشيرات السريعة، وذلك ضمن بيئة عمل جاذبة ومتميزة وبمعايير عالمية. ومن جانب آخر، تمنح المنطقة الحرة بمدينة مصدر للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة فرصة الاستفادة من البنية التكنولوجية والمرافق المتطورة وبيئة العمل ذات المعايير العالمية في مدينة مصدر، إضافة إلى الأنظمة وقوانين المناطق الحرة التي تحمي المستثمرين.
وأكد باقحوم أن المنطقة الحرة في مدينة مصدر تمضي قدماً في تحقيق رؤيتها الرامية لأن تكون منصة للأفكار والمشاريع الجديدة المبتكرة، وبالتالي المساهمة في تعزيز الإبداع في قطاعات عديدة.
عدد اليوم
