الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برائحة المسك ···

17 مارس 2009 02:19
لا أدري ما الذي يدفعنا أحيانا إلى خوض تجربة ما، ونحن نعرف بل نكاد نجزم سلفا بعدمية جدواها وحتمية فشلها الذريع ، لا أدري!· ؟ في لحظة عبث طفولي وفضول لا تحده الرهبة ولا أدنى شعور بالخوف من العاقبة ونتائجها، أقدمت ذات نهار على خوض تجربة بهذا النزق شبه العابث وفعلت فعلتي ولوحدي!· ؟ حبي للعطور بل هو عشقي الأزلي، وللعطور العربية بالذات، وللبخور أو ما يُعرف بالدخون عشق لا يضاهيه شيء سوى حبي لفعل الخير والمعرفة وأشياء أخرى جميلة تقودني دائما في اتجاهها··· ؟ جئت بالمبخرة وبدأت كعادتي بتطييب الغرف إلى أن وصلت بها إلى غرفتي، وأنا مستمتعة ومنتشية برائحة العطور الزكيّة المنبعثة التي تلف المكان ولا ألف ليلة وليلة وسحب الطيب تحيط بي حتى كدت لا أراني !، هنا قفزت في رأسي فكرة مجنونة لخوض تجربة ربما لم يسبقني إليها أحد، تطوعت كانتحارية بائسة لتنفيذها فقط لأقع على سر معلومة شائعة عند العارفين وغير العارفين بالدخون أو البخور، وهي إن الدخون ''يلبق'' أوسريع الاشتعال إذا كانت نسبة مسحوق المسك فيه مرتفعة، وهذه المعلومة صحيحة حتى ''الحمار'' يعرفها، ولكن هناك من الحمير أعزّكم وأكرمكم الله، كثير النسيان أو فضولي يحاول أن يدس أنفه ليتأكد بس !، فما أن أتت عيناي على زجاجة المسك الخام التي في غرفتي حتى قمت بتناول قطعة ووضعتها في المبخرة، والعينان بعدها ما شافت خيرا !، كان مشروع حريق محتمّ لولا لطف وستر رب العالمين، لأخمده بزجاجة ماء جانبية على الفور، أما السخّام فقد طال الغرفة بأكملها لدرجة أني ما أن أستذكر المشهد حتى وأنا أكتب هذه '' الشخبوطة '' أرتجف رعبا ، فعلى إثر ذلك قمت بحملة تنظيف إجباري شاملة لم تستثن حتى أصابع الحمرة وأقلام الكحل وغيرها مما طالته آثار التجربة الفيزيائية، فلم يسلم من السخام سوى غرفة الملابس فقط، الغريب إني تأكدت من المعلومة الشائعة التي أعرفها جيدا من قبل، ولكني ما زلت وبعد هذا الحريق، أجهل السبب الجوهري لاحتراق المسك بهذه الصورة ''المسخمْة '' !· ؟ تحذير: ''ليست كل فكرة قابلة دائما للتجريب''!· فاطمه اللامي Esmeralda8844@ gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©