قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة أمس الأول، إن العرب ارتكبوا “خطأ” برفضهم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 يوم 29 نوفمبر عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين والتي كانت تخضع للحكم البريطاني آنذاك إلى دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
وقال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي، “في 1947 صدر القرار 181، خطة التقسيم، فلسطين وإسرائيل. وُجِدت إسرائيل وتقلصت فلسطين. لماذا؟”. وذكر المذيع المحاور أن السبب هو قبول زعماء إسرائيل الخطة ورفض العرب لها، فتابع عباس قائلاً “أعرف. أعرف. كان خطأنا. كان خطأنا. كان خطأ عربياً كلية. لكن هل يعاقبونا على هذا الخطأ لمدة 64 عاماً؟”. وأضاف أن إقرار الأمم المتحدة استقلال فلسطين سيساعد القيادة الفلسطينية على مواصلة مفاوضات السلام مع الحكومة الإسرائيلية بغية التوصل إلى اتفاق لوضع نهاية للصراع. وسئل عن الكيفية التي جعل بها حماس توافق على صنع السلام، فأجاب “اتركوا الأمر لنا وسنحله”.
ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم حركة “حماس” فوزي برهوم لصحفيين في غزة “إن أحداً ليس مفوضاً للتحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني أو محو أي حقوق تاريخية للشعب الفلسطيني، وليس هناك حاجة لاستجداء المحتل، في إشارة إلى إسرائيل. ورأى أن عباس يجب أن يسلح نفسه بالتأييد العربي المتزايد للقضية الفلسطينية بعد التغييرات السياسية الأخيرة في دول عربية”.
وقد وصل عباس أمس إلى الدوحة للمشاركة في اجتماع لجنة متابعة السلام العربية هناك اليوم الأحد لبحث تطورات القضية الفلسطينية، خاصة طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
في السياق ذاته، صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد اشتية أمس بأن القيادة الفلسطينية تدرس خيارات المرحلة المقبلة بعد رد مجلس الأمن الدولي على طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. وقال للإذاعة الفلسطينية “نحن ندرس جميع الخيارات وهناك لجنة مشتركة من اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كُلِّفت بدراسة كامل الخيارات المتاحة أمامنا”.
وأضاف “المهم هو عدم استمرار الأمر الواقع الذي تريده إسرائيل سواء كان في المفاوضات الشكلية مع استمرار الاستيطان أو إبقاء السلطة الوطنية الفلسطينية رهينة بين أيديها، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله”. وتابع :”لكن أيضاً القيادة الفلسطينية قيادة مسؤولة تعلم تماماً ماذا تعني أي خطوة مستقبلية، لذلك نحن ندرس بعناية تامة جميع الخيارات المتاحة بين أيدينا ولن يكون القرار إلا بما يعبر عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني”.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تمسك القيادة الفلسطينية بعضوية كاملة لفلسطين في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) على الرغم من معارضة الولايات المتحدة. وقال لوكالة الأنباء الفلسطينية قبيل مغادرته رام الله إلى باريس لحضور المؤتمر العام للمنظمة “إننا ذاهبون إلى اليونسكو من أجل العضوية الكاملة ولن نرضى بأقل من ذلك، لا في اليونسكو أو أي من المؤسسات الدولية”. وأضاف “الهزيمة في هذا المجال أمر غير مقبول ويجب أن يكون النجاح عنواننا لأنه سيرفد جهودنا في مجلس الأمن، إلا أن نتيجة التصويت سلباً أو إيجاباً، ليست بالضرورة مؤشراً إلى ما سيجري في مجلس الأمن”.
وقال المالكي إن الفشل في الحصول على عضوية الأمم المتحدة ستعقبه خطوات أخرى للحصول على العضوية، كالذهاب إلى محكمة العدل الدولية مثلاً لطلب رأي حول أحقية الإدارة الأميركية في استخدام حق النقض (الفيتو) ضده إن كان جائزاً أم لا.
عدد اليوم
