يحيى أبوسالم (دبي)
يتجه العالم اليوم إلى تطبيق الذكاء الصناعي في كل صغيرة وكبيرة، لدرجة أن هذا الأخير بات جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية الاجتماعية لملايين البشر في مختلف بقاع الأرض. وبهذه الطفرة العالمية تحاول العديد من المدن العالمية الشهيرة، ركوب قطار الذكاء الصناعي لتعطي سكانها والمقيمين على أرضها المزيد من الراحة والإمكانيات والسيطرة الذكية والمطلقة على كل من حولهم من تكنولوجيا ذكية حالية ومستقبلية.
في حوار «الاتحاد» مع مازن الزين مدير الاستراتيجية وتطوير الأعمال ورئيس المدن الذكية في شركة شنايدر إلكتريك الأوروبية العريقة، تحاول كشف النقاب عن عالم المدن الذكية وتأثيرها الإيجابي على السكان والمقيمين وخصوصاً ما يتعلق بمدينة دبي الذكية.
حيث يرى الزين أن هناك توجها عاما نحو المباني الذكية في المنطقة، ويقوم بدعم هذا التوجه الحكومات بالشكل الأساسي تتبعها الأعمال التجارية. ويوضح أن هناك فرصاً حقيقية في مجال الأنظمة التكاملية والتي تربط ما بين عدة أنظمة وبهذا ستساهم تلك الأنظمة التكاملية في مجموعها بتقليل استهلاك الطاقة في المباني وهذا الأمر يساهم في زيادة كفاءة العمليات التي يقوم بها قطاع إدارة المرافق.
البنى التحتية
وأشار الزين إلى أن مدينة دبي شيدت كل البنى التحتية الضرورية للتحول إلى مدينة ذكية، وفي نفس الوقت وضعت في نظر الاعتبار هدفاً آخر هو أن تصبح دبي مركزاً للتكنولوجيا الذكية في المنطقة. وقد تم إطلاق العديد من المبادرات من جانب القطاعين العام والخاص والرامية لتعزيز رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تهدف إلى تحويل دبي إلى مدينة ذكية خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويضيف إن طموحات إمارة دبي بشأن المدينة الذكية قابلة للتحقيق، خصوصاً مع الانتشار المتزايد للحلول الذكية فيها. يأتي هذا مدعوماً بالممارسات التي تساعد على الاستفادة من التقنيات الناشئة باستخدام منهجيات ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.
وأوضح أن المدينة الذكية هي نتيجة طبيعية لتضافر عدة عوامل من أجل إحداث تغيير جذري في البنية التحتية للمدينة مما ينعكس إيجابياً وبشكل ملحوظ على السكان والبيئة في المدينة. ولا يمكن للمدينة الذكية أن تظهر فجأة، فمن أجل أن تتحول المدينة إلى مدينة ذكية ينبغي أن يتم تكامل الأنظمة فيها كشبكات توزيع الكهرباء والمياه، وأنظمة المواصلات العامة والخاصة، والمباني التجارية والسكنية والمستشفيات وغيرها. كل هذه التطويرات مجتمعة تجعل من المدينة مستدامة وصديقة للبيئة وتصلح لنمط عيش صحي، بالإضافة إلى كفاءة عالية في مجمل العمليات فيها.
كل هذا لابد وأن ينعكس بأثر إيجابي على حياة الأفراد والأعمال وحتى الحكومات، حيث تشكل هذه الوفرات في استهلاك الطاقة والمياه بيئة أفضل للعيش ولمزاولة الأعمال المختلفة في المدينة الذكية. كما أن المراحل الخمس التي ينبغي أن تمر بها أية مدينة كي تصبح ذكية، بحسب الزين، هي التي تحدد المدى الزمني لتحقيق هذا الهدف. والإمارات كشأن معظم دول مجلس التعاون الخليجي أبدت توجهاً واضحاً من قِبل الحكومة والقطاع الخاص نحو التحول إلى مدن ذكية. هذا الأمر بلا شك يختصر المسافات نحو الوصول إلى الهدف المنشود، حيث يعتبر قرار التحول نحو مدينة ذكية هو المرحلة الأولى من المراحل الخمس.
أكد الزين أن شنايدر إلكتريك تسعى إلى تعزيز توجهات حكومات المنطقة الرامية إلى تبني مفهوم المدينة الذكية، من خلال توفيرها للحلول والتقنيات اللازمة للتقليل من استهلاك الطاقة بنسبة 30% والمياه بنسبة 15% والوقت اللازم للتنقل بنسبة 20%.
عدد اليوم
