الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السرد المفتون بذاته في الكتابة الروائية

السرد المفتون بذاته في الكتابة الروائية
12 نوفمبر 2014 00:15
محمد عبدالسميع (الشارقة) «السرد المفتون بذاته»، مصطلح شغل الندوة التي أقامها جناح «صالون بحر الثقافة »، أمس الأول، ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب 33، وقدمتها السعد المنهالي، وشارك فيها الدكتور رسول محمد رسول، الذي حاول تقديم مفاهيم نقدية جديدة، من خلال إيجاد صيغ عربية لمفهوم جديد قديم للمصطلح المعرب (الميتاقص)، أو (الميتاسرد)، أو (الميتافكشن)، ليكون مصطلحاً عربياً يحمل نفس الدلالات الثلاث السابقة يسمى «السرد المفتون بذاته». في البداية قدم الدكتور رسول تعريفاً لمفهوم «السرد المفتون بذاته» قائلاً، هو احتفاء الكتابة الروائية بذاتها، ويعني أيضاً بأنه الرواية التالية أو الرواية الثانية، أو الحكاية التحتية التي تظهر داخل الرواية التي تحمل عنواناً واسماً لمؤلف ما. وأضاف: وهو وجود إبداعي متخيَّل، وقد تحولت كينونته المحضة أو الأساسية إلى موضوعة حكائية من خلال تمفصلها في مسالك أجناسية جمالية حكائية، كالقصص والروايات والمسرحيات، تلك التي تتضمن حكاية تالية، أو حكايات داخل حكاية كبرى يدخل فيها معمار الكتابة، وأحوال الكاتب، والقارئ والمقروء والقراءة، والناقد، والناص أو المؤلف، والناشر والنشر والمنشور، والمخطوطات، والملفات، والرسائل، والمظاريف، والصور الفوتوغرافية، واللوحات التشكيلية، كفواعل وعوامل مسرودة في عمل إبداعي متخيل وممهور بعنوان مركزي هو عنوان لقصة، أو رواية أو مسرحية. واستعرض رسول تاريخ المصطلح، قائلاً: ظهر المصطلح في عام 1925 عندما نشر الروائي والناقد الفرنسي «جورج دوهاميل» كتابه (مقال عن الرواية)، ثم تلاه جيرار جينيت عام 1967 في كتابه «خطاب الحكاية»، بعد ذلك تطور استخدام المصطلح. أما في الثقافة العربية، فقد ظهر استخدام المصطلح متأخراً، إذ اشتغل عليه نقدياً كل من صلاح الدين بوجاه، وفاضل ثامر، وسعيد يقطين، ومحسن الموسوي، وأحمد خريس، وغيرهم من العاملين في حقول السرد المفتون بذاته. وأشار رسول إلى أن ظهور السرد المفتون بذاته في السرد العربي عرف منذ ثلاثينيات القرن العشرين. وكانت بداية التجارب مع مسرحية توفيق الحكيم «شهر زاد» عام 1934م، ثم رواية جبرا ابراهيم جبرا «صراخ في ليل طويل» 1955م، ونجيب محفوظ «الشحاذ» 1965م، وإميل حبيبي «الوقائع الغريبة» 1974م، وغائب طعمه فرمان (ظلال على النافذة) 1979م. ونوه رسول بأن أغلب النقاد يعتقدون أن الروائي العربي جرب الكتابة وفق نمط السرد المفتون بذاته منذ نصوص (ألف ليلة وليلة)، وذكر رسول أن مرحلة الثمانينيات القرن العشرين، شهدت توسعاً كبيراً في الكتابة بهذا النمط، وأن عدداً من الروايات الفائزة بجائزة البوكر تتمتع بخاصية الكتابة بهذا النمط، ومنها: رواية (ساق البامبو) لسعود السنعوسي، ورواية (فرانكشتاين في بغداد) لحمد سعداوي. وأضاف أن 125 رواية حتى عام 2012م كتبها مؤلفوها بنمط السرد المفتون، وأكد رسول أن مهمة الناقد أن يجدد من المفاهيم شكلاً ومضموناً. ومعرفة كيف كتب الروائي روايته، هذا هو العمل الأساسي والمهم للناقد الذي يتعمق في سؤال الكيفية، ليدخل إلى أسرار العمل الإبداعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©