الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الترجمة.. القلب النابض في دور النشر المحلية!

الترجمة.. القلب النابض في دور النشر المحلية!
12 نوفمبر 2014 00:20
نوف الموسى (دبي)  تبدأ تكلفة الترجمة للكتاب دون الطباعة والنشر نحو 25 ألف درهم، كحد أدنى، يعتمد فيها المترجم على معياري عدد الكلمات وطبيعة المضمون، وذلك بحسب ما ذكره بعض أصحاب دور النشر الإماراتية المشاركة في الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. فقد شكلت الترجمة أخيراً، إنعاشاً نوعياً لـ«صنعة» دور النشر المحلية، تزامناً مع الدعم المؤسسي والحكومي لهذا المجال، كما يتمثل ذلك في مشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إلى جانب صندوق منحة الترجمة القائم تحت مظلة معرض الشارقة للكتاب، لإثراء الحراك الثقافي العربي. واعتبر الناشرون الإماراتيون أن ترجمة الأعمال الأدبية والاجتماعية والثقافية والصحية والسياسية، سواء المعروف منها، أو النوعي على مستوى سوق الكتاب العالمي، يمنح لدور النشر الجديدة ثقة المتعاملين، إضافة إلى تسريع عجلة الاستثمار في مجال النشر المحلي، مؤمنين أن المؤلف هو المسوّق الاجتماعي لكتابه، والإعلام هو منصته للتعريف بمنتجه، لافتين أن دعم القراء كقوة شرائية واعية بأهمية الكتاب، هو الراهن القادم، لما يسمى بصناعة سوق النشر في الإمارات، الذي يقدر بمليار درهم، مؤكدين أن توجهات الجمهور في منطقتنا لا تزال محكومة بتسويق قنوات التواصل الاجتماعي. وبين التخصصية والانفتاح في أشكال النشر، فإن كتب اليافعين المترجمة للعربية لا تزال تبحث عن طريقها للمكتبة المنزلية، بينما مثلت الترجمة من العربية للإنجليزية والألمانية والفرنسية الأكثر رواجاً في التعاون بين الدور المحلية والأجنبية.  التكلفة الباهظة  رغم التكلفة الباهظة للترجمة، إلا أن الناشرة الإماراتية مريم الشناصي، صاحبة دار الياسمين للنشر والتوزيع، وضعت خطة سنوية قابلة للتغيير بترجمة 5 كتب عربية من عناوين الدار، إلى عدة لغات أجنبية، وليس العكس، قائلة: في دار الياسمين، سنعمد إلى تصدير ثقافتنا هذه المرة، معتمدين على علاقاتنا بدور نشر أجنبية، إلى جانب موافقة المؤلف. لافتة إلى أن إشكالية المؤسسات الخارجية تكمن في النفقات المادية للترجمة، بحسب طبيعة اللغات، وعدد الكلمات، فالإنجليزية تمثل أسهلها، حيث تبدأ التكلفة بـ25 ألف درهم، مضيفة أنها ستعمد في المرحلة المقبلة، إلى استثمار الترجمة للألمانية والفرنسية، وستقوم «دار الياسمين» على سبيل المثال بترجمة كتاب بعنوان «أطياف الكون الآخر» إلى ما يقارب الـ7 لغات، ولا تزال الطباعة بحسب تعبير مريم هي المرحلة الأسهل مقارنة بالترجمة، ويبقى دورهم كدور نشر في عملية التنسيق بين المؤلف والمؤسسات الخارجية.  القوة الشرائية  وأكدت الشناصي أن التحدى الحقيقي اليوم هو قدرتنا على تصنيف حراك النشر المحلي، هل نحن نعيش «صنعة» فعلية للكتاب، أم فقط عملية بيع للكتب، خاصة أن حجم سوق الكتاب في الإمارات يصل إلى مليار درهم، يذهب ما نسبته 60% إلى الكتاب الأجنبي، والـ 40% يذهب للكتب العربية، والحصص موزعة بين دور النشر العربية والخليجية والإماراتية، موضحة أن الحكومات والمؤسسات المعنية قطعت شوطاً كبيراً في توفير المناخات، ولكن الرهان الأكبر يقع على القارئ، كقوة شرائية، وانتقال فهمنا للكتاب من سلعة مجانية إلى ضرورة معرفية، معتبرة أن النمط الاستهلاكي لا يزال يطغى على أسلوب حياة الفرد في مجتمعنا، مسبباً تحدياً استراتيجياً في استمرار دور النشر المحلية. وتؤمن الشناصي بالذهنية التجارية والتفكير الناضج في النشر، ولا تتقبل فكرة النشر باللهجة المحلية، متسائلة: «أين دور رجال الأعمال كقوة شرائية في الإمارات؟»  صفقة العمر! من جهتها حققت دار «ورق للنشر والتوزيع» نسبة مبيعات جيدة، من خلال ترجمتها لرواية «عشيق المترجم» للروائي الكردي جاندوست، وهو روائي ومترجم معروف، التقت به الناشرة عائشة سلطان، صاحبة الدار، في معرض أبوظبي للكتاب، أثناء قدومه كضيف للمشاركة في إحدى الورش، مبينة أنه تعرف على الدار من خلال اللقاءات الإعلامية. وحول راهن الترجمة، وإنعاشها لحركة دور النشر الإماراتية، توضح عائشة أن الإمارات تمتلك اهتماماً مؤسسياً كبيراً بالترجمة، متمثلاً في مشروع «كلمة»، إلى جانب صندوق الترجمة في إمارة الشارقة، وعربياً فإن جمهورية مصر، وعبر مشروعها القومي للترجمة، تعد أكبر محطة إنتاج في المجال. مضيفةً أن القدرة على عقد صفقات ترجمة للعربية، من دار «جليمار» أشهر دار فرنسية، لبعض الإنتاجات، وخاصة من حازت على جوائز عالمية كنوبل، تمثل صفقة العمر، ستنتقل بها الدار الناشئة على مدى سنوات إلى شراكات عالمية، وبالمقابل، فإن تلك العلاقات الاستثمارية في صناعة النشر، تتطلب السعي لترجمة الكتب العربية للخارج، خصوصاً أن مضامين الأدب العربي، لم تصل بجميع تفاصيلها إلى القارئ الأجنبي.  في سياق حديث عائشة، حول تخصصها في نشر الكتب الأدبية وأهمية ذلك، خاصة عند دور النشر الجديدة، لفتت أن البدء بخط واضح للدار، يعطيها هوية وتعريفاً خاصين فيها، وما يجعلها مهتمة في الأدب بالأخص، لأنه الأقرب إليها كاحترافية مهنية وقدرة في البت فيه، ومعرفة ما يصلح منه للنشر، معترفةً أنها لا تستطيع النظر في ما يصلح للطفل مثلاً، كونها مسؤولية وذائقة بالدرجة الأولى. أدب الفتيان وهذا ما يميز دار الهدهد للنشر والتوزيع، لصحابها علي الشعالي، الذي أكد في حديثه أن اختياره لفئة الفتيان والأطفال، إنما نتاج ما لاحظه من الهوة الكبيرة، وقلة الإنتاجات في هذا الصدد، حيث يتمثل مشروع الشعالي، في مجال الترجمة تحديداً، ما أطلق عليه بسلسلة الناشئة الفرنسية، وهي نتاج تعاون الدار مع مشروع «كلمة»، مبيناً أن الدراية عن ما تنتجه الدار في وسائل الإعلام لا يزال ضعيفاً، بالرغم من عمق المضمون، وجماليات إنتاجه، مما أدى إلى عرقلة وصوله إلى المكتبة المنزلية، مطالباً الاهتمام بأدب الفتيان كونه الأساس في تفعيل عمل القراءة كمضمون وتوجه لبناء المجتمعات.  إنتاجات دار الهدهد للنشر، اتسمت هذا العام في معرض الشارقة للكتاب، بالاهتمام بمواضيع منتقاة تهم الطفل العربي، وتتماشى مع تطلعات استراتيجية المعرفة بالدولة، من مثل كتاب «نجم الفضاء» الذي يتحدث عن رائد فضاء إماراتي، وتعاونت الدار مع المرسم الصغير التابع للفنان الإماراتي ناصر نصرالله، للاهتمام بالإنتاجات الفنية الخاصة بأدب الطفل والفتيان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©