فاطمة عطفة (أبوظبي)
الاستلاب الثقافي في مدينة القدس كان عنوان المحاضرة التي قدمها الروائي أحمد زيد غنيم في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ فرع أبوظبي، بمقره بالمسرح الوطني، مساء أول أمس، حيث أسهب بالحديث حول المشهد الثقافي في مدينة القدس وما تتعرض له من تهويد يستهدف الأرض والحضارة العربية والإسلامية، ويستهدف الإنسان المقدسي وهويته وثقافته الوطنية والقومية واقتلاعه من جذوره.
قدمت المحاضر هيفاء عبد الجابر بلمحة من سيرته الأدبية، مشيرة إلى روايته الأخيرة «الشيخ ريحان» التي صدرت عام 2014 عن دار الجندي في القدس، ثم تحدث الروائي غنيم بكلمة موجزة عن أحوال أبناء القدس وظروفهم القاسية تحت الاحتلال، وأوضح فكرة الرواية وهي تحكي عن ملامح من المدينة القديمة وعلاقة الإنسان بالمكان، منوها بأنها تضم أحداث مئة عام وكل الأسماء في الرواية حقيقية، لكنها ليست سيرة ذاتية لأي منهم. قائلا: «فقط أمي وأبي أحاول أن أروي لمحة من قصتهما». وذكر غنيم بعض المقالات التي كتبها عن مدينة القدس، كما أبدى مقارنة بين الاحتلال الفرنسي للجزائر والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مبينا أن الفرق بينهما هو «أن الفرنسي كان يريد أن يفرنس الجزائر بفكره لكنه لم يكن يفكر أن يرمي الجزائريين خارج بلادهم، بينما إسرائيل تعمد باستراتيجيتها إلى طرد الفلسطينيين من بيوتهم وإخراجهم من فلسطين، وفكرة الطرد هي فكرة إقامة الدولة والتطهير العرقي».
وأورد غنيم أربع ركائز لتلك الاستراتيجية الإسرائلية: الأولى الطرد بالقوة المسلحة، مؤكدا أن منظومة التخطيط العمراني يقوم على هذا، والثانية تتمثل بالاستيطان حيث يأتي بمهاجرين من شتات القوميات في العالم لزرعهم في فلسطين، والثالثة تغيير الطابع الديموجرافي في فلسطين ومدينة القدس، وذلك بتغيير المكون السكاني والخدمات التي يقوم بها مثل مناهج الدراسة، وفرض المنهاج الإسرائيلي، والرابعة تغيير المعالم الجغرافية والتاريخية، وذلك بتغيير أسماء الشوارع والأحياء وتزييف المعالم وتهويد المدينة في القدس.
عدد اليوم
