الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بنغازي ترزح تحت وطأة الإرهاب والمعارك

بنغازي ترزح تحت وطأة الإرهاب والمعارك
23 أكتوبر 2015 02:42
بنغازي (رويترز) أصبحت الفيلات المهجورة التي احترقت أجزاء منها والمحاطة بأسوار عالية وكانت ذات يوم مقراً للقنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية على جبهة القتال في بلد يخوض حرباً مع نفسه. وبعد ثلاث سنوات من مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم استهدف القنصلية تعود بنغازي لتتصدر عناوين الأخبار في الولايات المتحدة بينما تواجه وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون- الساعية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية- جلسة استماع في الكونجرس تتعلق بالحادث. لكن بالنسبة لليبيين وأهل بنغازي فإن الحرب لم تفارقهم. وبعدما وئدت آمالهم في الديمقراطية عقب انتفاضة 2011 ضد حكم معمر القذافي سقطت ليبيا شيئا فشيئا في الفوضى ويتقاتل على أرضها عدد لا يحصى من الفصائل المسلحة. وفي ليبيا اليوم حكومتان تتنازعان السلطة لكل برلمان يخصها بل وفيها شركتان حكوميتان للنفط وتدعم كل من الحكومتين تحالفات فضفاضة من الفصائل المسلحة. وليست بنغازي التي كانت مهد الانتفاضة على القذافي إلا واحدة من جبهات تتقاتل فيها أطراف عدة في حرب تهدد بتشرذم البلد الصحراوي مترامي الأطراف. وبعيون كثير من أهل بنغازي فإن الهجوم على القنصلية أصبح رمزاً لانزلاق مدينتهم نفسها إلى الفوضى. وقال جمال الفلاح وهو ناشط محلي وهو يتذكر الهجوم الذي وقع في 2012 على مقر القنصلية «ذلك الهجوم أثبت للعالم أن الإرهاب موجود في بنغازي، ونشر الخوف والارتباك في الشوارع الليبية». ومنذ مقتل القذافي انقلبت كتائب المعارضة السابقة المسلحة جيداً - التي كانت تحارب معاً ضده ذات يوم - على بعضها بعضا وتحالفت مع أقطاب سياسية متنافسة وأصبحت هناك مناطق خاضعة لها في صراع على السيطرة. ومنذ عام يسيطر على العاصمة طرابلس فصيل فجر ليبيا وهو تحالف مسلح من المعارضين السابقين من مدينة مصراتة وجماعات ذات ميول متطرفة شكل حكومة من جانب واحد وأعاد البرلمان السابق. وتعمل الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والبرلمان المنتخب من شرق ليبيا بدعم من شبكة فضفاضة من الفصائل المسلحة تشمل حليف القذافي السابق اللواء خليفة حفتر. وفي ظل هذا الفراغ اكتسب تنظيم «داعش» قوة دفع فسيطر على مدينة سرت واستقطب لصفوفه مقاتلين أجانب بينما يتربح مهربو البشر من الفوضى بإرسال المهاجرين في رحلات محفوفة بالمخاطر تنطلق من ساحل ليبيا لعبور البحر المتوسط. وتسعى الأمم المتحدة للتوسط من أجل تشكيل حكومة وحدة بين الفصائل المتنافسة كسبيل لحل الأزمة لكن شهورا من المحادثات المضنية لم تفلح حتى الآن في الوصول لاتفاق نهائي. وأدلت كلينتون بشهادتها أمام الكونجرس بعد الحادث في 2013. والآن وبينما تتصدر المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية تمثل مجدداً أمام لجنة خاصة تابعة لمجلس النواب الأميركي تحقق في الحادث لتجيب على أسئلة تخص هجوم بنغازي بالإضافة لاستخدامها البريد الإلكتروني الشخصي في المراسلات الرسمية حين كانت وزيرة للخارجية. وكانت بنغازي في يوم من الأيام رمزًا للأمل ونشرت وسائل الإعلام صورًا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس فرنسا في ذلك الحين نيكولا ساركوزي حين زارا المدينة في 2011. والآن باتت المدينة الساحلية رمزاً لقتال لا تخبو ناره. وقال رجل من طرابلس يعمل بالمحاماة، طلب ألا يذكر اسمه، «الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عقد الموقف في ليبيا أكثر، فبنغازي هي قلب ليبيا لأنها بدأت الثورة على القذافي». ومنذ أكثر من عام تحارب قوات حفتر التي تدعم الحكومة المعترف بها تحالفا لمقاتلين ومعارضين مسلحين سابقين للسيطرة على المدينة الواقعة في شرق البلاد. وبينما حققت قوات حفتر تقدما عادت الحياة لطبيعتها في أجزاء من المدينة ففتحت مطاعم وبنوك أبوابها. لكن القتال يثور ويهدأ ودمر القصف والغارات الجوية أحياء كاملة. وقال مصدر عسكري بالمدينة إن مقر القنصلية السابق لحقت به تلفيات خلال القتال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©