الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات.. الأبرز عربياً في صون التراث غير المادي

الإمارات.. الأبرز عربياً في صون التراث غير المادي
18 أكتوبر 2012
تعتبر التجربة الإماراتية في حفظ التراث وتوثيقه وتسجيله وصونه الأبرز عربياً، وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً متميزة على هذا الصعيد. وقد وجدت هذه الجهود صدى إيجابياً لدى اليونسكو ومديرتها العامة والمعنيين والمختصين والباحثين المهتمين بالتراث في أكثر من مناسبة. وساهمت هذه الجهود في تحقيق اعتراف دولي بـ “القيمة العالمية” لهذه الثقافة عبر إدراج المواقع الثقافية في مدينة العين على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في يونيو 2011، وكذلك إدراج الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في نوفمبر 2010 بفضل جهود 12 دولة عربية وأجنبية قادتها دولة الإمارات، وإدراج “السدو” الذي يمثل مهارات النسيج التقليدية في الدولة، كما وقعت الإمارات وسلطنة عمان على الملف الخاص بالتغرودة والعيالة بهدف تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وتمّ تقديم الملف لليونسكو.. ولدى الهيئة خطة استراتيجية لتسجيل المزيد من عناصر التراث الثقافي الذي تزخر به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إنّ الخبراء والباحثين في التراث المعنوي في الهيئة أعدوا قوائم جرد لما يزيد على (200) عنصر من بين عناصر التراث الثقافي غير المادي ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتمادها في القائمة التمثيلية لديها. علاوة على قيامها بتدريب وتأهيل 11 خبيرا إماراتيا ليصبحوا مدربين مؤهلين ومعتمدين من اليونسكو في مجال التراث المعنوي. الإمارات واليونسكو وقد بدأت علاقات التعاون بين الإمارات واليونسكو منذ اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للدول الموقعة على اتفاقية 2003 الذي عُقد في أبوظبي في سبتمبر 2009، حيث كانت الإمارات عضواً من ضمن ستة أعضاء من مختلف أنحاء العالم، وشارك خبراؤها في وضع اللبنات الأساسية للاتفاقية، وشارك خبراء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في وضع أسس تقييم ملفات الترشيح. ولأهمية الدور الذي تقوم به “اليونسكو” وجدت في الإمارات داعماً قوياً لمشروعاتها، سواء على الصعيد المادي لدعم مشروعات صون التراث المعنوي في عدد من الدول العربية، أو لجهة التعريف بأهم إنجازاتها في مجال صون التراث الثقافي غير المادي. وبالنسبة إلى الإمارات، فإن التراث المعنوي، هو موضع عناية وتقدير كبيرين، وهو - بحسب محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة - “مكون أساس من مكونات هوية أهل الإمارات، يمنح المواطنين شباباً وشيباً، رجالاً ونساء شعوراً بالفخر والانتماء والاستمرار، ولهذا كان من المنطقي أن تلتقي جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية للحفاظ على هذا التراث مع جهود اليونسكو الخاصة بصون التراث غير المادي للبشرية. لا سيما وأن دولة الإمارات كانت من الدول السباقة والموقعة على اتفاقية اليونسكو للعام 2003 والمعروفة باسم “اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي للبشرية. لقد توج التعاون البناء بين دولة الإمارات واليونسكو بإنجاز استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات في عام 2005، ومنذ ذلك التاريخ والتعاون مستمر، والصلات لم تنقطع”. ويعكس نجاح الإمارات في تسجيل هذه المفردات ما شهده قطاع التراث من تطور واهتمام في السنوات الأخيرة، وما بات يتميز به من منهجية عالية على مستوى الجمع والرصد والتوثيق وآليات العمل الأخرى. فضلاً عن تحوله من مجرد جهود فردية متناثرة إلى عمل مؤسساتي يتسم بالشمولية، وتتوافر له الإمكانيات المادية والخبرات البشرية المدربة، ولا يخفى ما لهذا من فوائد على الصعد كافة. وتنطلق هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في هذا الاهتمام من نظرة عميقة إلى التراث الثقافي غير المادي بوصفه “بوتقة للتنوع الثقافي، وعاملاً يضمن التنمية المستدامة”. وتتبنى خطة متعددة المستويات تهدف إلى صون وإحياء الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية، ويتمثل الهدف الرئيسي لمشروعها في الحفاظ على الحرف التقليدية وما يرتبط بها من مهارات من خلال تطوير المنتجات الثقافية وبرامج التدريب ذات الصلة، ونقل القيم والتاريخ المرتبط بكل نوع من أنواع الحرف اليدوية إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة وزوارها. وكجزء من المشروع دعت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى تحديد وحصر، وتسجيل منتجات الحرف اليدوية القديمة في الإمارات العربية المتحدة، والصور الفوتوغرافية، والمادة الأرشيفية ذات الصلة المحفوظة في البيوت الخاصة. كما يهدف? ?مشروع الحرف اليدوية? ?إلى المحافظة على الحرف التقليدية وحمايتها من الاندثار،? ?لا سيما وأن حركة التصنيع تشكل تهديداً? ?حقيقياً? ?أمام مساعي? ?المحافظة عليها.? ? السدو “السدو” أو مهارات النسيج التقليدية من الحرف القديمة التي عرفتها الإمارات، وتصنع منها الكثير من المنتجات اليدوية التي تستخدم في الحياة اليومية. وعلى الرغم من أنها كانت تمارس من قبل الرجال والنساء إلا أنها أكثر شيوعاً بين النساء. تستخدم في صناعة النسيج أصواف الإبل والغنم وشعر الماعز والمغزل الذي يحول هذا الصوف الى خيوط منها تحاك السجاد والبسط وبيوت الشعر والساحات والخروج والطرابيش والمساند والأغطية وغير ذلك. تمر صناعة النسيج بثلاث مراحل هي: جزّ الصوف وتنقيته من الشوائب، ثم غسله ثم غزله وصبغه. أما الأدوات المستخدمة في هذا العمل فهي: المطرق: وهو عصا، رقيقة ولينة قابلة للثني، تشذب من غصون الأشجار، التي تنمو بالمنطقة، والقرداش أو المنفاشة التي تستخدم في تسليك كتل الصوف، أو الشعر، أو الوبر. والقدور (أواني من النحاس أو الفخار مختلفة الأحجام) يتم فيها غسل الصوف، والأوتاد التي تحل محل الأثاثي في بعض المناطق الرملية، حيث يصعب الحصول على الحجارة، تُوضع على شكل مثلث في وسطه تُوقد النار، وتعرف بـ “التراكيب”، و الأطناب أو الحبال التي تشد بيت الشعر وينشر عليها الصوف بعد غسله وتنظيفه تماماً، والتغزالة والمغزل والنول أو آلة السدو، وهي الآلة التي يتم بها النسج، حيث تُشد عليه الخيوط عند بدء عملية السدو. تربية الصقور أدرجت منظمة اليونسكو تربية الصقور ضمن قائمة 2010 للتراث اللامادي للإنسانية، والبلدان المعنية بهذه التربية، كما وردت في القائمة هي: الإمارات العربية المتحدة وبلجيكا والجمهورية التشيكية وفرنسا وجمهورية كوريا ومنغوليا والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والجمهورية العربية السورية. وجاء في النص الصادر بهذه المناسبة أن تربية الصقور “باتت تترافق مع روح الصداقة والمشاركة، أكثر من اعتبارها مصدر رزق. تتركز أساساً على طول خطوط الهجرة وممراتها. يمارسها أشخاص من كل الأعمار، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، هواة أو محترفين. يطور مربو الصقور علاقة قوية ورابطاً روحياً مع طيورهم”. وتنتقل تربية الصقور من جيل إلى جيل، حيث يصطحب المربون معهم أبناءهم عند الخروج للصيد لتدريبهم على السيطرة على الطائر وإقامة علاقة ثقة معه. وتشكل تربية الصقور “قاعدة لتراث ثقافي أوسع، يشمل الأزياء التقليدية، والغذاء، والأغاني، والموسيقى، والشعر والرقصات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©