الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عوافي.. فيك القوافي المؤجلة

عوافي.. فيك القوافي المؤجلة
18 أكتوبر 2012
عوافي.. فيك القصيدة المرتلة فيك الزلزلة، فيك البلل فيك القوافي، والزمن المقفى بالحروف، وأحلام الرمل، ونقاء الوقت الكلوف، وابتهالات النواصي، وسفر الكاسيات النُهدْ الكواعب، والعيون التي في طرفها حور، ومشهد الاحتفاء، بربيع العمر، والدهر، والسفر، والقدر، والسهر، وابتسامة الشجرة، ورقصة الطير على غصن ولحن، وخفوق الإبل على كثيب ووجيب، والماء طهر الراعشات في الليل البهيم، الغافيات على هديل النسمة اليافعة، الجاثيات عند منخفض، وغرض.. عوافي.. تمرين في الشتاء بوفرة الغناء، والنشيد خالداً في عروق السنابل وبوح البلابل، وكدح القوافل، والمفاصل بقعة تلونها عيون النساء بسطوة الانتماء، وندى الرمل، المتسرب في نسيج القوارير، والأشجان، توقدها أنفاس اللواتي، عزفن لحن الوجود لأجل خلود وحلم ممدود، وكأس الهوى من نخب الأماني المؤجلة، ووشاية الليل، حين تغدو النجوم، أجنحة ببريق الآمال، ويصير البدر وعاءً لهمسات، ونفحات وشيئاً من هفوات ومن لذيذ المعاني.. عوافي.. فيك تصحو المعاني والأماني وأواني القلب تسفر عن أشيائها الخبيئة، ويضام الرأس إن رام التسرب في الحضيض، وينام الحلم إن راق له النكوص، ولا يبقى غير الترجي والتهجي، واحتمالات ما لا يحتمل، يبقى الفضول الخفي، والنفيَّ، والتضور في الزوايا الحادة، وأسئلة تقتال، النظر، وتمحو الأثر، وتسقى العشب بالمستحيل. اللقيا والسقيا عوافي.. مكان اللقيا والسقيا، وزمان يعيد تخصيب ما قد ذبل، واسترخت أغصانه عند رمل الذاكرة، وشرب حتى ثمل من مجون النسيان، وجنون الخذلان، وسكون النبض عند الذروة القصوى.. عوافي.. مدار ومسار، وحوار، ومخيال وسؤال وموال، وأحوال، وقدرة فائقة، على بث وحث ونث، وطموح الخيول الجامحة.. عوافي.. في البدء خرج النور من تلافيف الجذور، وفي البدء كان للصوت صدى الرمل، وحليب النوق اليافعة، وزجرة الرعاة، الحادبين النادبين، الساربين، في تجاويف الصحراء، المسربلين بخلاخيل الأعراف والأسلاف والأطياف، والأطراف، والإتلاف، والأكناف، والأحلاف، والأوصاف والأصناف، والأوجاف، والأرساف، والأسفاف، والأسراف، والأجحاف. عوافي.. عند بداية الرمل، عند شفة الأمل، عند اشراقة المقل، عند رقرقة الكحل، واستفاقة زُحَلِ وانسياب البللِ، وانسكاب المفردات رضاباً ورحاباً، وسحاباً، وكتاباً، وخِطاباً، وعِذاباً، وعَزاباً، واصطخاباً واضطراباً، واحتراباً، وانتحاباً، وتراباً، وركاباً. عوافي.. عفواً.. من يعشق الرمل، يحصي الخطوات حبّة.. حبّة، يغسل القدمين بالرائحة، يتهجم بالندى، والنداء، يا رب عطفك ولطفك بهذا الأديم الرحيم الكريم، النديم القويم، القائم على الروح، الدائم المدين، المتربص بخفقات الفؤاد، العليم الفهيم، المهيمن على الأخفاق والأشواق، والأحداق، والأعناق، المحترس المتمرس، المتغرس، المتغطرس، الشرس، الحارس، الفارس، النابس القابس، الحابس القارس، الشاخص الفاحص، الحارص، الراصد الحاصد الرافد السارد، الوارد، الفارد، الشاهد، الراهب العابد، المتهجد الواعد. عوافي.. جزيرة على تضاريس الرمل، قصيدة من بحر كامل مكتمل، أبياتها قدود وخدود، ونجود، وحدود وسدود، ووعود، ونهود، والقوافي رموش تظلل الرمل، وتلحن للغاف أغنيات الصباح، وفي الليل تهدهد، أشجان الشجر، وتمارس وعيها الفطري، بطراوة ونداوة الأغصان الندية. عوافي.. ليست مكاناً، بل هي منطقة في التاريخ، منطق في الذاكرة، نطق على شفاه الغيب، نطاق حول عنق الفكرة، هي الطارق الفارق، الشاهق، الباسق، المتناسق، الساحق، الشارق، المحدق السامق، الراعد البارق، المتفجر في أتون الروح الماحق، القابض على حجر اللظى السارق، الحارق، المرتكب معصية الحب الدافق المتطور من نسل الحرقات الصاعق، المستمرئ نضرة الحجيج، حين ينبث الشتاء في وريد ومُريد، حين يرتاد الهوى مهجاً ولواعج، حين يصحو العشب أجنحةٍ تتداخل أجنة، وجنات من عيون وغصون. عوافي.. سفر المدنفين في براري الوجد والوجود والجدود، والتجدد والتجويد.. سفر في تضاريس الرمل، وجغرافيا الشجر، وتاريخ رغاء الإبل، وثغاء الحملان، وصهيل الريح، على صواري التراب البيل، وزئير الفراغات الوسيعة، وتهجد الغيم في محاريب السماء، وترتيل النجوم آيات الكبرياء، والعلو وانتشاء الحلم بفوح وبوح.. عوافي.. لك من يقطين وإثلٍ وسدر قليل، وقدر صفّد الأمنيات الخضر في أفئدة اليافعات حضوراً وخصوراً، ونحوراً، وسفوراً، وبدوراً، وسروراً، ودهوراً الساهمات السادرات الساحرات السافرات الناعسات الكاعبات، الناهدات، الساهرات، الشامخات السامقات الباسقات، المتفرعات، المزهرات، الباسمات، الوالجات في أتون ومجون وجنون، وفنون، ولحون، وشجون، وشؤون، ومنون، وسكون، الغارفات العازفات، النازفات، الغارفات من عرجون قديم، النازحات من مناطق التشظي واللظى اليافعات اليانعات، الباذخات، المترفات، الرابضات عند كثيب المناطق المتأججة، المثنيات خصلات وجدائل، الحانيات عند نبوع وجداول، الذاهبات في النشيد التياعاً وانصياعاً، وضراعة وخشوع.. عوافي.. من هشيم نواصي التاريخ تورين حطب المواقد، وتُسْعِرين الجهات وتخضين ضرع الحياة ليتساقط نبات الحلم قطرات ونفات ونثات، ويبتهل القديسون ورهبان العزلة المقدسة، ويغني الطير، نشواناً بطيوف، وصنوف، ودفوف، ورجوف، وسقوف، وطروف، وسيوف، وكسوف، وخسوف، وسفوف، وأنوف، ونيوف، وشغوف، ولهوف، وكلوف، ودلوف. المطرُ والتراب عوافي.. يساور المطرُ التراب، ويغسل الجفون من غاشية، ينثر الخِرز والحِرّز، يمسد العشب بأنامل الغيمة النشوانة.. ويهدهد الخدود والقدود، ويداعب مقلة ونخلة ويمضي في العزف أممياً، والناس فراشات بأجنحة الشوق، والتوق، ورفرفة الناصبات وعداً ومودعاً، واستعادة لنواحي الروح والجسد، واستفاقة لتواريخ نامت فأيقظت تفاصيلها ومفاصلها، وفصولها، واستبانت حشداً من لواعج.. عوافي.. الله وحده القادر على إحصاء شهقات الشجر عندما يزقزق الطير، فاراً من صهد وسهد، متفرعاً في الفضاء بريش الفرح، متورعاً متسعاً، متماهياً وكبرياء السماء ورحابة الأفئدة، حين تُعشبُ الأسارير بخضرة التفاؤل، ويزدهر الإنسان بأحلام بلا غاشية، ولا فاشية، حين يبلغ الدهر، وينبع الفكر، وتبدو الصحراء امرأة بفستان اللقاء الحميم، وعيون كحلها البريق الأنيق، بلمحة سمحة، أقرب إلى الملحمة، حين تسترخي الصحراء على مهد الهوى متفانية من أجل ميلاد جديد.. عوافي.. القدرة والفكرة، والعِبرة والنبرة، والبذرة، والغبرة والنهار المتجلي، بشامة وعلامة وشهامة، وقوامه وقيامه، واستقامة.. عوافي.. الليل المختبئ في جنون الناضحات وجداً، المتسرب في عيون المطرفات شوقاً، المحدق في لوعات وتفجعات وتنهدات وشهقات، وتشوقات وحسرات وزفرات، ونظرات تحصد المشهد والمعبد بخصال الرافلين بالحب والسؤدد.. عوافي.. القديمة الجديدة تليدة عتيدة مجيدة، سديدة، قصيدة، فريدة، أكيدة عنيدة وعقيدة، ومريدة.. عوافي في الربوة العالية تستطلع فأل الجاثيات، وتحني الأنامل، بالرمل والأمل تجيد فعل الاشتياقات عندما تسبل الجفون وخيوط الحرير، على مقلتين لامعتين وجبين يُعقد الحاجبين، كحرف دال، مجرور بفي عينين، في مجريهما، عنوان وعنفوان، وأشجان، وألوان، وامتحان، ولوعات، وخضَّات، ورفَّات، ورفرفات، وزفّات، وزرافات، وهفات، وهفهفات، ورقاق ورقرقات، ونحّات ونحنحات، وزقاق وزقزقات، ورجات ورجرجات، وهنّات وهينهات، ولمّات ولملمات، وهامات وهمهمات، وقامات وقمقمات وراحات وريحانات وواحات وويحات، وباحات وبويحات، وأكواب وتويكبات، وأصحاب وصويحبات، وأحباب وحبيبات ونواعم ونويعمات، وأحاديث ومتحدثات، وقوارير وحور وحوريات، وكواكب وكويعبات، ونواعس وناعسات، ونواهد وتنهيدات. عوافي.. الربوة والنخوة وائتلاف الشوق والعشاق، والتوق والأعناق، وصبا الصباحات الصبوحة والصبيحة الناضحة الفصيحة الراجحة بالقريحة، الناصحة في اللغة الصريحة، الواضحة الوضيحة، الفاضحة سواد الليل، الجامحة جموح الخيل، الهاقة هقوق الإبل، المتوسمة احتشاماً والتئاماً وانسجاماً والتحاماً، وإيلاماً واحتداماً، وكمالاً وتماماً. عوافي.. عافية الرمل، صحة المشاعر، الساهرة على دورة الأقمار وفورة الأعمار، الناهلة من ورطة الحشر والنشر اللذيذة .. المنعمة بالاحتمالات السخية..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©