أمجـد الحيـاري:
أعلنت هيئة البيئة أبوظبي عن بد تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع حصر الآبار الجوفية في إمارة أبوظبي وتحديد كمية المياه المستغلة حاليا من المياه الجوفية في منطقتي ليوا والعين ، فيما كشفت دراسات متخصصة أعدتها ''الهيئة'' عن وجود ما يقرب 100 ألف بئر جوفية في إمارة أبوظبي·
وبين ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة أن المشروع يتضمن حصرا شاملا للآبار الجوفية المستخدمة في المزارع والغابات وحقول مياه الشرب أو أي أغراض أخرى مع ترقيم هذه الآبار وإعطائها أرقاما مسلسلة وتثبيت لوحة معدنية تحمل هذا الرقم على كل بئر، وتسجيل بيانات هذه الآبار مثل الاحداثيات والمالك وإنتاجيتها وأعماقها وتصميمها وأنواعها وعددها والغرض من حفرها وكمية المياه المستخرجة منها·
وأشارالمنصوري في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر ''الهيئة'' إلى أنه سيتم تسجيل وحفظ تلك البيانات على قاعدة البيانات المركزية الموجودة ''بالهيئة'' والتي سيتم تطويرها لاستيعاب هذه البيانات، مبينا أن ''الهيئة'' ستقوم بمتابعة العمل لاستكمال حصر الآبار بمختلف انحاء الإمارة خلال الأربع سنوات القادمة مشيرا إلى أنه سيتم من خلال هذا المشروع إجراء مسح شامل لجميع الآبار واستخداماتها سواء في أغراض الشرب أو الزراعة أو ري الغابات·
وقال المنصوري ردا على سؤال ''للاتحاد'' حول أهمية المشروع في الحد من استنزاف المياه الجوفية والحفر العشوائي للآبار، إن الأمر يتعلق بداية بحصر الآبار الجوفية في كافة مناطق الإمارة ومن تقييم أوضاعها، بمايتعلق بجودة المياه وتوزيعها، غير انه أكد على أهمية حصول تلك الآبار التي يمكن استخدامها على تراخيص حسب القوانين المعمول بها·
وأكد أمين عام الهيئة أن هذا المسح يعد الأول من نوعه على مستوى الإمارة وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال هذا الحصر سوف يتم وضع تصور شامل وتقييم للموارد المائية الجوفية المستغلة بالإمارة بشكل دقيق مع حفظ هذه البيانات على قاعدة البيانات المركزية بالهيئة·
ولفت المنصوري إلى أنه سيتم أيضا إنتاج خرائط حساب كميات السحب والخرائط الهيدروجيولوجية وتقدير إمكانات الخزانات الجوفية اعتمادا على البيانات التي تم حصرها، بالإضافة إلى تحليل نتائج الحصر وحساب كميات السحب ووضع الخطط اللازمة للحفاظ على المياه الجوفية وإدارتها بشكل مستدام·
وكان أمين عام هيئة البيئة ''أبوظبي'' ماجد المنصوري قد وقع اتفاقية المشروع مع برنارد دوهلي، المدير الإقليمي لشركة ''جي تي زد'' و هورست دراودت، المدير الإقليمي لشركة دورنبيير للاستشارات، والتي تقضي ببدء تنفيذ مشروع لحصر هذه الآبار وتحديد الكميات المستغلة حاليا من المياه الجوفية بعد أن تعاقدت الهيئة مع اتحاد شركتي ''جي تي د/دورنبيير'' للبدء في المشروع التجريبي لحصر هذه الآبار بمنطقتي العين وليوا كمرحلة أولى بدأت في يناير 2007 وتستمر لمدة 17 شهراً، وبكلفة تصل الى 2,3 مليون درهم·
10% جافة و70% مرتفعة الملوحة
أظهرت الدراسات أن حوالي 10% من اجمالي الآبار الجوفية في الإمارة '' 100 ألف بئر'' أصبحت جافة وأن 70% من تلك الآبار تعاني من ارتفاع ملوحة المياه وانخفاض مناسيب المياه ، فيما أكدت الدراسات أن هذا العدد الهائل من الآبار، التي بدأ حفرها منذ أكثر من 30 سنة لتوفير مصادر المياه للزراعة والغابات وأيضا مياه الشرب في كثير من مناطق الإمارة، قد أدى إلى حدوث عجز كبير نتيجة استنزاف المياه الجوفية·
ايقاف التدهور
اقترحت الدراسات التي أجرتها هيئة البيئة أبوظبي العديد من التدابير والإجراءات الضرورية والعاجلة لتدارك الموقف وإيقاف التدهور والمحافظة على المستوى الحالي للمياه الجوفية من خلال تنظيم وترشيد حفر الآبار وتقنين استهلاك المياه من الآبار الموجودة حاليا·
عدد اليوم
