الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بن برنانكي في زمن الركود!

22 أكتوبر 2015 23:27
ربما تكون مذكرات «بن برنانكي»، الذي خلف آلان جرينسبان كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ضرورية للراغبين في معرفة ما حدث على وجه التحديد في اجتماعات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في أوج الأزمة المالية العالمية، وكيفية تقرير السياسات المالية والنقدية الأميركية خلال السنوات التي قضاها برنانكي في المنصب. ورغم صعوبة فهم الكتاب الجديد لبرنانكي «شجاعة التصرف.. ذكريات أزمة وما بعدها»، فإنه من دون شك سيظل المصدر الأفضل لمعرفة كيفية تعامل الحكومة والمؤسسات المالية في الولايات المتحدة مع ما بات يعرف بـ«الركود الاقتصادي الكبير»، والذي يعيد للأذهان أزمة «الكساد الكبير» في ثلاثينيات القرن الماضي. ويؤكد برنانكي في كتابه أن ذلك الركود كان مرعباً، وينسب الفضل لنفسه وزملائه في كونه لم يتسبب في دمار اقتصادي أكبر مما حدث فعلا. وبالطبع، يستحق برنانكي، أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة «برينستون»، الثناء لانفتاحه وشفافيته أثناء عمله في «البنك المركزي الأميركي» الذي عادة ما يكتنفه الغموض. وكان سلفه «جرينسبان» يفضل السرية. وأثناء تواجده في المنصب، كان برنانكي يعقد أربعة مؤتمرات صحفية سنوياً، الأمر الذي وصفه في كتابه بالمرهق. وبعد أن أصبحت لدى برنانكي مذكرات يسعى لترويجها، ربما أصبح نادماً على سياسة الوضوح والإخلاص في مجاملة الجميع. وغيّر رأيه تماماً حول ضرورة الزجّ بجميع المصرفيين الذين ثبت بحقهم سوء تصرف إلى السجون. ورغم أنه أكد ثباته على رأيه في حوارات صحافية مؤخراً، ليس ثمة دليل على ذلك في الكتاب. وعندما قرر الاستقالة، بعد أكثر من عقد في المنصب، طلب منه الرئيس أوباما مشورته حول بديل له. لكن برنانكي أكد أنه «لم يرغب في التأثير على اختياره بشكل كبير، لأن تأييده لأحد المرشحين يمكن أن يُساء تفسيره على أنه اعتراض على آخر». ولأنه لا يوجد سوى رئيس واحد للمركزي الأميركي، فإن تأييد أحد المرشحين، يشير ضمناً ليس فقط إلى معارضة أحد المرشحين، ولكن إلى الآخرين جميعاً. ومن ثم لم يرغب برنانكي أن يساء فهمه، ولم يشر أبداً إلى الشخص الذي يراه مناسباً لخلافته، ولكن يمكن الشعور بأن مرشحه لم يكن وزير الخزانة الأسبق «سامرز». ويشير الرجل في كتابه إلى أن الوقت والجهد الذي يقضيه صنّاع السياسات في «المركزي الأميركي» في الاهتمام بصورة مجلس الإدارة ومحاولة التأثير على كيفية تفسير تصرفاته، يبدو مبالغاً فيهما، لاسيما عند المقارنة مع جهات أخرى مثل المحكمة العليا. ولفت بن برنانكي إلى أنه وجد من المفارقة أن جرينسبان أسمى مذكراته أثناء سنوات عمله رئيساً لمجلس الاحتياطي الاتحادي عصر الاضطراب، وبدا أنه يرد عليه: إذا كنت ترغب في معرفة الاضطراب، فسأريك ما هو. ويشير المؤلف مراراً وتكراراً إلى أن «المركزي» كان لديه ما يسمى «تفويضاً مزدوجاً» لحماية الوظائف وأيضاً للحفاظ على استقرار العملة. أو بعبارة أخرى، لزيادة عدد الوظائف وتقليص التضخم. وبالطبع، عادة ما يكون هذان الهدفان متناقضين، في حين تظل الخيارات المتوافرة أمام «المركزي» محدودة كي يحقق أفضل نتيجة ممكنة تجمع بين النقيضين. ويشرح كتاب «شجاعة التصرف» بالتفصيل كافة الأزمات التي واجهها برنانكي و«المركزي» أثناء فترة شغله المنصب، من انهيار «بير ستيرنز» في 2008 إلى استمرار القلق بشأن اليونان واليورو. وفي كل حالة، يوضح «برنانكي» المشكلة وكيفية التغلب عليها، ويناقش تفاصيل الحلول المتنوعة، ثم يكشف عن كيفية حلها، من خلال الحلول الوسط، التي يؤيدها برنانكي لأنه يتفهم ويقدر مخاوف كافة الأطراف. وهذه وإن كانت طريقة جيدة لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» لكنها ليست مرغوبة بشكل كبير في حالة شخص يكتب مذكراته. وائل بدران الكتاب: شجاعة التصرف المؤلف: بن برنانكي الناشر: نورتون تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©