الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فضل شهر الْمُحَرَّم... وصيام عاشوراء

23 أكتوبر 2015 02:53
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ»، (أخرجه مسلم». هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. تدور الأيام وتمضي الشهور وتتقلب الأعوام وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، ولكن عندما يأتي شهر الله المحرم يتذكر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حادثة الهجرة التي غيَّرت مجرى التاريخ، لأنها كانت بمثابة النور الذي هدم أركان الظلام ورسم على الدنيا صورة مضيئة مشرقة الوجه بَسَّامَة المُحَيَّا، ومن المعلوم أن لكل أمة من الأمم أمجادها وتاريخها العريق الذي تَشْرُفُ به وتعتز، ومن أعظم هذه الأمجاد وأعلاها قدراً حادثة الهجرة النبوية الشريفة التي كانت درساً عملياً للعالم أجمع في كل زمان ومكان، لِمَا ترتب عليها من آثار طيبة ونتائج عظيمة. لقد كانت هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، حيث إنها تبقى وَضَّاءةً في قلوب المسلمين لا تَمَلّ الأسماع حديثها، فهي تُمثل بكل جوانبها عظمة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقوة يقين صحابته الكرام - رضي الله عنهم أجمعين - الذين حملوا أمانة الدعوة فكانوا أعزة أقوياء. فضل شهر الْمُحَرَّم من المعلوم أنه لا يوجد شهر من الشهور يُسَمَّى شهر الله إلا هذا الشهر الكريم، شهر الْمُحَرَّم، وهو من أشهر الله الحُرُم، وهذه النسبة نسبة تكريم وتشريف كبيت الله الحرام، فقد جاء في الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ»، (أخرجه مسلم). فضل صيام عاشوراء في هذا الشهر الكريم يوجد يومٌ عظيمٌ من أيام الله وهو أعظم أيام هذا الشهر، ألا وهو يوم عاشوراء، فعن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «... وصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التِي قَبْلَهُ»، (أخرجه مسلم). ومما يدل على فضل صيامه ما روى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ : «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي: شَهْرَ رَمَضَانَ»، (أخرجه البخاري). ويوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فكان اليهود يصومونه شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، فالله سبحانه وتعالى أنجى عباده المؤمنين، وأهلك القوم المجرمين، أنجى موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فهذه نعمة عظيمة، كما جاء في الحديث الشريف: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى الله فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْراً، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»، (أخرجه مسلم). مراتب صومه قال الإمام ابن القيم في كتابه «زاد المعاد في هدى خير العباد»: «فمراتب صومه ثلاث، أكملها: أن يُصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك: أن يُصَام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم»، (زاد المعاد في هدى خير العباد للإمام ابن القيم 1/‏349). هذا فضل شهر الله الْمُحَرَّم الذي يغفل الكثير من المسلمين - وللأسف - عن فضله وعن مكانته، لذلك يجب علينا أن نغتنم هذه الأيام المباركة في الإكثار من الطاعات واجتناب المنهيات والمحرمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©