الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الأثاث تبحث عن الأرباح في غرف الأطفال!

28 فبراير 2007 00:00
إعداد - عدنان عضيمة: بدأت صناعة الأثاث المنزلي تستجيب للرغبات الدفينة لدى الآباء في أن يروا غرف أطفالهم وقد تخلّت عن رتابتها وبساطتها المملّة· وقررت بعض الشركات المتخصصة بهذه الصناعة توظيف أموال طائلة لنفض الغبار عن طاولات التصميم وإطلاق حملات واسعة النطاق لإعادة النظر في تصميم أثاث جديد مبتكر للأطفال يمكنه أن ينسجم مع براءتهم وطريقتهم في النظر إلى الأشياء وأن يضيف رشّة من الشعور بالسعادة إلى عالمهم الخاص· وحول هذا الموضوع كتبت جيني دالتون تحليلاً في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' تحدثت فيه عن بعض تجارب عشاق اقتناء الأثاث الكلاسيكي الفاخر الذين أشاروا إلى رغبتهم في تحقيق حالة من التناسق والانسجام بين أثاث الغرف والقاعات الرئيسية لبيوتهم من جهة، وأثاث غرف أطفالهم من جهة أخرى· وتشير جيني في تقريرها إلى أن الكثير من الشركات التي تعرف كيف تصطاد الفرص النادرة قطعت على نفسها عهداً باستغلال فرصة ردم هذه الهوّة وخلق أسواق خاصة بأثاث الأطفال الحديث· ومنذ عام 2000 بدأت بعض بوادر هذا الاهتمام تظهر هنا وهناك إلا أنها لم تكن ثورية الطابع ولا كانت قادرة على ردم أكثر من جزء من تلك الهوّة· ويمكن أن يقال إن هذه الفكرة ليست جديدة بل تعود إلى عام 1944 عندما نزع مصمم الأثاث الدنماركي هانز فيجنير لتصميم مجموعة من كراسي وطاولات الأطفال المصغّرة والجميلة· وحتى فيجنير ذاته لا يمكن عدّه الرجل السبّاق إلى الخوض في هذا العمل التشكيلي، بل سبقه إليه بعض الحرفيين الاسكندنافيين الآخرين منذ عام ·1935 وفي أعوام السبعينات، ظهرت في أوروبا بعض المجموعات التشكيلية النادرة من غرف الأطفال من أشهرها تلك التي صنعتها شركة (هابيتات) الإنجليزية تحت إشراف المصمم التشكيلي المبدع السير تيرينس كونران إلا أن هذه المحاولات كانت معزولة وفردية· ولم يتم أخذ الفكرة على محمل الجدّ إلا بحلول بداية القرن الحادي والعشرين عندما بدأ فنانو تصميم الأثاث الراقي يقتطعون جزءاً من أوقاتهم لينصرفوا خلالها إلى طاولات رسم الاسكتشات والخطوط التشكيلية من أجل إنتاج جيل جديد تماماً من أثاث الأطفال· وما إن ظهرت البواكير الأولى لهذه القطع حتى اشتعلت سوقها وجذبت المزيد من الطامحين للاستثمار فيها· ومن بين الشركات التي رمت بثقلها في هذا الاختصاص، شركة من مدينة ميامي في ولاية فلوريدا تدعى (جينياس جونز) التي تمكنت من ابتداع قطع نادرة لغرف الأطفال من أشهرها (كرسي برشلونة المصغّر) المصنوع من الخشب الثمين والمكسو بالجلد الرقيق الفاخر ويبلغ ثمنه 4000 دولار· وبلغت مبيعات الشركة منه العام الماضي وحده مليوني دولار أو ما يمثل ارتفاعاً بمعدل 80% عن مبيعاتها منه في عام ·2005 ويقول دانييل كرون صاحب شركة (ماجيس) الإيطالية المتخصصة بهذه الصناعة والتي طرحت في هذا الاختصاص مجموعة شهيرة من القطع تحت اسم (مي تو) والذي يعني بالإنجليزية (من حقي أنا أيضاً)، أن مبيعات شركته التي تأسست قبل ثلاث سنوات تضاعفت خلال العام الماضي عما كانت عليه في عام ·2005 وكانت هذه الطفرة التي شهدتها السوق كافية لحثّ المزيد من المستثمرين على دخولها· وظهرت أسماء جديدة في الأسواق مثل (فيترا) التي ابتدعت كراسي بلاستيكية صغيرة تتميز بألوانها الجذابة كالأصفر والبرتقالي والأحمر الفاتح والزهري· وكانت من بين أهم المشاكل التصميمية التي تتعلق بأثاث الأطفال تلك التي تعود إلى التغير الكبير في حجومهم بين سنّ وآخر؛ وخلافاً لما هي عليه حال الكبار الذين يمكنهم الجلوس على كراسي موحدة الحجم، فإن كرسياً خاصاً بطفل يتراوح عمره بين عامين وأربعة، لا يتسع لطفل عمره سبعة أعوام· ولقد أخذ مصممو أثاث الأطفال هذه المشكلة بعين الاعتبار وراحوا يصنعون قطعاً مختلفة للأعمار المختلفة· وهكذا، أصبح في وسع الآباء الآن أن يصطحبوا أطفالهم إلى الأسواق لاختيار أثاثهم المحبّب بأنفسهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©