الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سكان الأرض يفتشون عن المياه العذبة

سكان الأرض يفتشون عن المياه العذبة
30 أكتوبر 2011 09:57
قد تحتل المياه في القرن الحادي والعشرين المكانة نفسها التي احتلها النفط في القرن العشرين، وتصبح السلعة الضرورية التي يعتمد عليها العالم. واعتمد البشر على المياه منذ الأيام الأولى للحضارة، ولكن التوسع اللوغاريتمي في معدلات التحضر والتنمية مع وصول من يعيشون على كوكب الأرض إلى سبعة مليارات نسمة بنهاية أكتوبر، يدفع الطلب على المياه إلى معدلات لم يعرفها العالم قط من قبل. وقالت كيرستي جنكنسون، من معهد الموارد العالمية، إن استهلاك المياه كان يتزايد بأكثر من ضعف معدل الزيادة السكانية في القرن الماضي. وأضافت أنه من المتوقع أن يزيد استهلاك المياه في البلدان النامية بنسبة 50% في الفترة بين 2007 و2025 وأن يزيد بنسبة 18% في البلدان المتقدمة، وأن معظم الزيادة في الاستهلاك في البلدان الأفقر التي تشهد هجرة المزيد من السكان من المناطق الريفية إلى المدن. وأضافت أن المياه من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار للآثار المتوقعة للتغير المناخي، كالفيضانات والجفاف الأكثر شدة والتحولات بعيداً عن أنماط هطول المطر السابقة، والتي من المحتمل أن تتأثر بها أولاً وبشكل أسوأ الشعوب الأكثر فقراً. ومضت تقول “ويواجهنا هنا تحد كبير”. وهل ستكون هناك مياه تكفي الجميع، خاصة إذا استمر السكان في التزايد ليصل عددهم إلى تسعة مليارات نسمة في منتصف القرن كما هو متوقع؟، وقال روب رينر المدير التنفيذي لمؤسسة بحوث المياه ومقرها ولاية كولورادو “هناك الكثير من المياه على الأرض، ومن ثم لن تنفد على الأرجح”. لكنه استطرد قائلاً “المشكلة هي أن 97,5% منها (مياه) مالحة... وأن 2,5% منها عذبة وأن ثلثي (المياه العذبة) مجمد. ومن ثم لا يوجد في العالم الكثير من المياه العذبة للاستهلاك”. وقال رينر إن أكثر من مليار شخص لا يستطيعون الحصول على مياه شرب نظيفة ويعيش أكثر من مليارين دون صرف صحي ملائم مما يؤدي إلى وفاة خمسة ملايين سنوياً معظمهم أطفال بسبب أمراض تنقلها المياه يمكن الوقاية منها. وقالت جنكنسون إن ثمانية في المئة فقط من إمدادات المياه العذبة يذهب للاستهلاك المنزلي ويستخدم حوالي 70% في الري و22% في الصناعة. ويساهم الجفاف وعدم كفاية الأمطار فيما يعرف بالخطر المائي، إلى جانب الفيضانات والتلوث. ويحدد أطلس أكويدكت على الإنترنت، الذي يديره معهد الموارد العالمية، المناطق الساخنة التي تواجه خطراً مائياً والتي من بينها حوض نهر موراي دارلنج بأستراليا، وحوض نهر كولورادو في الغرب الأوسط الأميركي، وحوض نهر أورانج سنكو الذي يغطي مناطق من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وليسوتو كلها، وحوضا نهر يانجتسي والنهر الأصفر في الصين. وأوضحت جنكنسون أن المطلوب هو إدارة متكاملة للموارد المائية تأخذ في اعتبارها من يحتاج أي نوع من المياه وكذلك أين وكيف تستهلك المياه على النحو الأكثر كفاءة. وقال رالف إيبرتس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك آند فيتش” وهي شركة هندسية رأسمالها 2,3 مليار دولار تعمل في مجال تصميم شبكات المياه ولها مشروعات في أكثر من 100 دولة، “ستتحول المياه سريعاً إلى عامل مقيد لأعمارنا”. ولا يشكل الخطر المائي قلقاً بالنسبة للشركات فقط، إذ يؤثر أيضاً على وكالات المعونة الدولية مما يهدد بوقوع كارثة بالنسبة لأولئك المعرضين لجفاف متزايد أو غموض متزايد يكتنف إمدادات المياه. وأشار تقرير لمنظمة “أوكسفام” إلى أن التغير المناخي في شرق أفريقيا قد يؤدي إلى تغييرات في درجة الحرارة وهطول الأمطار مما يؤدي إلى خفض موسم النمو ويخفض من حجم حاصلات أساسية مثل الذرة والصويا بما يلحق أشد الضرر بالمزارعين ومربي الماشية. ووجد تحليل علمي شمل أكثر من 30 دولة أن معظم أحواض المياه في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية يمكنها مضاعفة إنتاج الغذاء في العقود القادمة إذا تعاونت دول المنبع مع دول المصب.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©