الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنمية قدرات الطلبة الذهنية يبدأ في سنوات الدراسة الأولى

تنمية قدرات الطلبة الذهنية يبدأ في سنوات الدراسة الأولى
29 أكتوبر 2011 22:06
تدخل تقنيات تنمية القدرات الذهنية عند الطفل ضمن اهتمامات مراكز التطوير الأكاديمي لما لها من أهمية فائقة على النضوج الفكري. ومع تطور وسائل التدريب التي تعمل على تفتيت الصعوبات لدى طلبة المدارس، بات من الملح على الأهالي التنبه إلى ضرورة متابعة أبنائهم بدءا من سنوات الدراسة الأولى. وهو ما كان محور ورشة عمل، تم تنظيمها في أبوظبي مؤخرا بمشاركة أخصائيين من مركزين أحدهما للقدرات الخاصة وآخر تعليمي تحدثوا عن الأساليب الحديثة في التعامل مع الجيل الناشئ من عمر 3 سنوات وما فوق. مع أن تأخر التحصيل العلمي لدى بعض الطلبة ترجع أسبابه للوهلة الأولى إلى صعوبة في الاستيعاب وعدم القدرة على فهم العلوم الأكاديمية بيسر، إلا أن أصل المشكلة قد يكون مغايرا. وهذا ما يجب التأكد منه مع متابعة المراحل المختلفة لنمو الطفل بمساعدة من الجهات المختصة في الكشف عن مناطق الخلل في شخصيته وإمكانياته. وتشهد النتائج التي تم تحقيقها بالمواظبة والمثابرة، على أن الصعوبات المتفاوتة التي تعاني منها هذه الفئة العمرية من سن الطفولة حتى المراهقة، غالبا ما تلقى مساعدات موفقة. وظيفي وحركي تتحدث كالين الديك، أخصائية النطق في أحد المراكز الخاصة، عن وجود حالات مختلفة تندرج ضمن تعريف الصعوبات لدى الأطفال. وأنه مع الاختلاف الكبير بين حالة وأخرى، بحسب التقييم العلمي الدقيق، يكون منهج التدريب والمساعدة. وتقول لـ”الاتحاد” إنه “على سبيل المثال لا يتم تشخيص مشاكل النطق والسمع عند الطفل بأنها نقص في الذكاء، وإنما هي مسألة صعوبة في تحليل الجمل التي يسمعها. فالطفل هنا يعاني من عدم القدرة الكافية على فهم ما يقال له بسهولة”. وتؤكد أن “الحالات التي تساعدها قد يعاني بعضها من تأخر في النمو، لكن هذا التأخر ليس إعاقة وإنما يمكن تعريفه بأن عمر الطفل البيولوجي لا يطابق عمره الوظيفي والحركي. كأن يكون استيعاب طفل عمره 4 سنوات موازيا لاستيعاب طفل عمره سنتين”. وتذكر الديك أن أخصائيي الحركة والنمو والتفاعل الحسي والنفسي الذين يهتمون بكل حالة على حده، يكون دورهم النزول إلى مستوى الخلل وعدم الوضوح في أفكار الطفل. والعمل وفقا لبرنامج خاص على تخطي هذه الصعوبات الواحدة تلو الأخرى بهدف إيجاد نمط من المنطق الذهني لدى الطفل. وبهذه الطريقة يصبح أكثر قدرة على استيعاب الأمور وتحليلها، وذلك بالنسبة للواجبات المدرسية وللحياة اليومية على حد سواء. وتعود أخصائية النطق للحديث عن موضوع اختصاصها، موضحة أن الخلل في النطق والسمع اللذين قد يكونا مرتبطين ببعضهما، تظهر ملامحهما منذ الأشهر الأولى من عمر الطفل. وتقول “هنا يبرز دور الأهل في ملاحظة ردات الفعل لديه، ولاسيما إذا لم يعر انتباها إلى ما يدور من حوله بشكل طبيعي بالنسبة لسنه”. وتشرح أن التقنية المتبعة في المساعدة لدى المركز هي التحدث بتأن والتأكيد على الأحرف التي يصعب لفظها. فقد تكون المشكلة مجرد تأخر في قدرة الطفل على الكلام، وليس بالضرورة أن يعاني الطفل من أي مشكلة عضوية. وقد تكون الحالة أكثر تشعبا ومرتبطة بنقص في قدرات أخرى، وتضيف “هنا وجب التعاون مع فريق متعدد الاختصاصات لتأهيل تأخر النمو. وقد تبين أن نهج تعدد الاختصاصات هو الطريقة الأفضل لمساعدة كل فرد على الوصول إلى كامل قدراته”. اندماج بالمجتمع يشمل تقويم النطق واللغة والتشخيص، معالجة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من صعوبات أو من تأخر أو من اضطرابات في الكلام. ويتضمن العلاج فهم اللغة واستيعابها والتعبير الشفهي كصياغة الجمل ومخزون المفردات واللغة الاجتماعية بما فيها: الطلاقة، والصوت، واللفظ، والتواصل، والإصغاء والتمييز السمعي، ومهارات الذكاء والانتباه، وعضلات الفم والوجه، والتفكير المنطقي، واللغة المقروءة والمكتوبة. وأوضحت أن المركز الذي تعمل به يقدم كافة الخدمات متعددة الاختصاصات لمساندة كل طفل لديه اضطرابات في نموه كتأخر النطق واللغة وصعوبات التعلم والمشاكل السلوكية. والغاية من ذلك الوصول بالطفل إلى كامل قدراته وإتمام اندماجه بالمجتمع بنجاح. ويوفر المركز تقييمات واستشارات فردية في علاج النطق واللغة، العلاج النفسي الحركي، العلاج الوظيفي العلاج النفسي والتعليم الخاص عبر تحليل السلوك التطبيقي. وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات التدخل المبكر وورش عمل للمتخصصين والأهالي والمدرسين، إضافة إلى توفير خطة تعليمية وعلاجية فردية. إلى ذلك ، تعلق ريما الشاعر، على أهمية هذا النوع من العلاجات، لاسيما أن ابنتها التي تبلغ من العمر 4 سنوات تخضع لجلسات تدريبية بهدف تمكينها من النطق. وتقول “بعد الفحوصات الطبية التي خضعت لها تبين أنها لا تعاني من أي مشكلة عضوية، وإنما من عدم القدرة على تجميع الأحرف ولفظها. فهي تسمع بشكل جيد، وتميز الأصوات، غير أنها بحاجة لمساعدة متخصصة”. وتشير الأم إلى أنه منذ بدء العلاج قبل سنة، أخذت صغيرتها بالتحسن تدريجيا. وتضيف “لو أننا تأخرنا في تشخيص الحالة لما تمكنا من الوصول إلى نتائج مرضية تؤهلها من الالتحاق بالمدرسة كباقي الأطفال من الأصحاء في سنها”. وتنصح الشاعر الأهالي بعدم اليأس جراء أي صعوبات تعترض أبناءهم لأنه مع تطور العلوم باتت هنالك حلول مناسبة لكل مشكلة. تعليم شامل من جهتها، تقول الأخصائية التربوية كالدة ستوكس، مديرة مركز تعليمي مرخص من قبل مجلس أبوظبي للتعليم، إنه من المهم جدا الوصول إلى صيغة مشتركة للتعاون فيما بين الجهات التدريبية والأهالي لما يعود بالفائدة على الطلبة. وتضيف “نحن نسعى جاهدين إلى تطوير طاقم الاستشاريين لدينا بهدف تقديم الأسلوب الأفضل لمساعدة الأطفال من مختلف الأعمار على تخطي الصعوبات الأكاديمية لديهم”. وتذكر أن المركز يشرف على تطوير مهارات الطلبة منذ السنة الأولى لدخول المدرسة، وحتى مراحل الإعداد لدخول الجامعة والتهيئة للامتحانات الدولية. وأن المشرفين عليه يوفرون الدروس الخصوصية بالتنسيق مع المناهج التعليمية التي تشرف عليها وزارة التربية، وتشمل اللغة الإنجليزية ومادتي العلوم والرياضيات. بالإضافة إلى صفوف خاصة بأساسيات اللغة العربية والتي تعتبر ممتازة للأطفال بدءا من عمر 3 سنوات. وتشرح ستوكس أن أسلوب التعليم الحديث لا ينطوي على مبادئ التلقين التقليدي، وإنما على تفكيك المسائل المعقدة وإعادة تركيبها وترتيبها بانتظام في ذهن الطالب. “ونحن كأخصائيين في هذا المجال يتمحور دورنا حول محو المفاهيم القديمة الخاطئة، وإعادة بناء منطق التفكير بما يخدم التحليل وربط الأمور ببعضها”. وتشير إلى أن إخضاع الطالب لأي من أنواع المساعدة لا يعني أنه سوف يحتاج إليها معظم الوقت، “وإنما قد يكفيه أن تتوضح أمامه الصورة بخلال جلسات معدودة”. وتتحقق الإفادة للطالب عند تمكنه من فهم المسائل الصعبة التي تعوق نجاحه في مادة أو مادتين أو أكثر. وتوضح الأخصائية التربوية أن عدم اندماج الطالب في المستوى التعليمي لصفه، قد يعود لأسباب مختلفة. وتزيد “ليست صعوبات الفهم، هي وحدها المسؤولة عن الأمر، وإنما ثمة عوامل نفسية وحسية أخرى قد تكون السبب في التأخر العلمي. ومن هنا يكون التعاون في ما بين الجهات التربوية والتدريبية على تشخيص الحالة وصولا إلى أفضل سبل للمعالجة”. وتلفت إلى أن الأساتذة المهتمين بهذا النوع من التدريب التعليمي يجمعون على أن استدراك معالجة الصعوبات المدرسية منذ بدايتها، يحول دون تراكم الأمور ووصولها إلى حالات متقدمة من التأخر الأكاديمي. ويؤكد هذا الكلام منير العسم، الذي يجد أن متابعة الطلبة أولا بأول يزيد من شعروهم بالمسؤولية تجاه واجباتهم المدرسية. ويقول “هذا ما أتبعه مع أبنائي بحيث لا أتقبل منهم أي تبرير عن أي تقصير أكاديمي. وتجنبا لمثل هذه المواقف التي تؤدي مع الوقت إلى تخاذل تام عن الدراسة، فأنا أعالج الأمور بالاستعانة بمدرسين متخصصين”. ويرى العسم أن للدروس الخصوصية فائدة كبيرة في تحسين المستوى التعليمي لدى فئة معينة من الطلبة. ويضيف “من الظلم أن نحكم على الطفل أو المراهق بأنه كسول لمجرد ضعفه في مسألة علمية معينة. إذ إن هذا الضعف سيتراكم ويؤدي إلى استحالة في الاستيعاب ما لم يتم استدراكه”. تشخيص مبكر تقول الأخصائية التربوية كالدة ستوكس، يبقى السؤال الأهم عند أي تأخر في النمو، إلى أي مدى يكون العلاج مجديا وأي مراحل من التطور الوظيفي يحققها الطفل؟ وهذا الأمر لا يمكن حسمه نهائيا إلا بالتقييم الشامل للحالة. وهناك حالات كثيرة ممكن أن تشفى بشكل كلي، في حين أن حالات أخرى تتطلب وقتا أطول وجلسات علاجية مكثفة. وكله مرتبط بالتشخيص وسن الطفل وفي أي عمر بدأ العلاج. وكلما استدرك الوضع باكرا أتت النتائج إيجابية وكان العلاج فاعلا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©