الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة اللبنانية تكشف قريباً أسباب تحطم «الإثيوبية»

الحكومة اللبنانية تكشف قريباً أسباب تحطم «الإثيوبية»
20 فبراير 2010 01:01
أطلع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري مجلس الوزراء الذي عقد جلسته برئاسته في السرايا الحكومي مساء الخميس على النتائج الأولية للتحقيق في كارثة الطائرة الاثيوبية التي سقطت في البحر مقابل شاطئ الجية الى الجنوب من بيروت في 25 يناير الماضي. وأكدت مصادر وزارية لـ”الاتحاد” أن الحريري تمنى على الوزراء عدم تسريب أية معلومات عن النتائج التي أطلعه عليها فريق التحقيق الدولي قبل انعقاد الجلسة، ورفضت المصادر التزاماً بطلب رئيس الحكومة إعطاء أية إيضاحات واكتفت بالقول: إن ما يمكن قوله إن الكارثة كانت نتيجة خطأ تقني من مساعد الطيار، وإنه لا عمل تخريبياً كما تردد سابقاً وراء الحادث. وكشف وزير الدولة عدنان السيد حسين في حديث إذاعي امس ان المعلومات الاولية تشير الى خطأ بشري تسبب بسقوط الطائرة الاثيوبية، ولكنه اشار في الوقت عينه الى ان هذه المعلومات ليست نهائية ولا رسمية، مؤكداً انه في منتصف الاسبوع المقبل ستضع الحكومة تقريراً مفصلاً عن هذه الحادثة. وعلمت “الاتحاد” من مصادر لجنة التحقيق الخاصة بكارثة الطائرة بأن المعلومات تؤكد الانتهاء من تحليل كافة المعلومات (1500 معلومة) مسجلة في الصندوق الأسود الاول، وان اللجنة تمكنت من ترجمة التسجيلات التي كانت تحتويها ذاكرة الصندوق الثاني، والاحاديث التي دارت بين الطيار ومساعده داخل قمرة القيادة، وبدأت بإعداد تقريرها لترفعه الى الحكومة اللبنانية خلال 48 ساعة، غير ان النتائج الرسمية والنهائية للتحقيق لن تظهر قبل عدة اشهر، وخلاصة هذه النتائج الاولية تشير الى خطأ بشري ادى الى الكارثة. وفي سياق متصل أنهت السفينة “اوديسيه السبلورير” مهمتها رسمياً في منطقة عمليات غرق الطائرة الاثيوبية وغادرت المكان امس ورست في مرفأ بيروت بعدما حددت سبعين نقطة عبر التصوير المرئي تدل على وجود اشلاء جديدة لضحايا الطائرة ومتاعهم، وسلم طاقم السفينة قيادة الجيش اللبناني تقريراً نهائياً، وعلى أساسه كلفت القيادة مغاوير البحر بالوصول الى النقاط المحددة لانتشال ما ظهر في الصور حيث بدأ المغاوير عملهم على الفور بالغوص الى قعر البحر. وقالت مصادر الانقاذ لـ”الاتحاد” إن عملية سحب كل الاشياء المرئية بالصور التي التقطتها السفينة تحتاج الى يومين او ثلاثة، وبذلك تكون العمليات اللوجستية قد انتهت رسمياً، على ان يترك للحكومة الاعلان رسمياً عن انتهاء اعمال البحث عن الجثث والاشلاء. وكان اهالي الضحيتين مصطفى هيثم ارناؤوط مواليد (1986) وحسين موسى بركات (1983) قد تسلموا جثتيهما امس من مستشفى رفيق الحريري الحكومي، حيث ووري الاول الثرى في مدينة صور والثاني في مسقط رأسه بلدة زبقين القريبة من صور. وافادت مصادر المستشفى “الاتحاد” بأنه تم التعرف على هويات 43 لبنانياً من ضحايا الطائرة، بواسطة فحص الحمض النووي، ومن ضمنهم الاشلاء، فيما لم يعرف حتى الآن مصير 11 آخرين، ورجحت ان تكون الاشلاء المكتشفة حديثاً بواسطة التصوير الذي اجرته السفينة (اوديسية) تعود للضحايا 11 وآخرين من الضحايا الاثيوبيين. وقائع ما قبل الكارثة مباشرة كشفت أوساط متابعة للتحقيق في بيروت لـ”الاتحاد” بعض ما توصلت إليه تحقيقات الـDCA (دائرة الطيران المدني اللبناني) من فرضيات، والتي تميل أكثر الى خطأ بشري أدى الى الكارثة، من دون استبعاد فرضية العمل الارهابي، ولو كانت نسبة حصوله متدنية جداً، أما فرضية وجود خلل تقني في الطائرة فتبدو معدومة، خصوصاً أن الطائرة المنكوبة كانت قد خضعت لكافة أشكال الفحوص والمراقبة، وهي فحوص إلزامية تجري بشكل دوري (فحوص كبيرة تجري كل عام، كل 6 أشهر، كل شهر، كل أسبوع)، وفحوص موضعية تجري يومياً قبل الاقلاع وبعد الهبوط. وكل هذه الفحوص كانت نتائجها إيجابية. وتروي هذه المعلومات ما حصل خلال الدقائق الأخيرة من تطورات وحوار بين قمرة القيادة وبرج المراقبة، وهي كما يلي لحظة بلحظة: - قبل إقلاع الطائرة، تم إبلاغ القطبان بحال الطقس السيئة، وترك له (بحسب القواعد) خيار الإقلاع أو عدمه، لكنه فضل الإقلاع، وينقل عنه قوله، إنه أقلع في مثل هذه الأجواء وحتى في أجواء أسوأ منها. - قبل إقلاع الطائرة كانت حركة الهبوط في المطار والإقلاع منه عادية، ولم تتأثر بالاحوال الجوية. - أقلعت الطائرة من المدرج الشرقي، وتحديداً من خط الاقلاع رقم 21، بحسب الخط المرسوم لها، أي باتجاه الجنوب لبضع ثوان، حتى تتمكن من تحقيق دائرتها الكاملة باتجاه الشمال. - وصلت الطائرة شمالاً إلى المنطقة المواجهة لمنطقة الزلقا، ودائماً بحسب خط سيرها الطبيعي. - طلب برج المراقبة من الطيار لدى وصوله الى الزلقا الاستدارة نحو الخط 270 أي باتجاه الغرب (البحر) وهو خط الرحلة النهائي للطائرة، وهو للمصادفة كان خطاً نظيفاً (بلغة برج المراقبة)، أي قليل العواصف، فكان جوابه “roger” أي عُلم وسيتم التنفيذ. - القبطان يتجه بطائرته مجدداً نحو الجنوب، وبدل تبني الخط 270، نحو الغرب، يتبنى الخط 210، أي غرب ـ جنوب. - برج المراقبة يحذر لأن الطائرة وبحسب خط سيرها الجديد ستنتهي في الجبال القريبة، ويطلب مجدداً من القبطان التحول نحو الخط 270. - لا جواب من القبطان، والطائرة تسقط بعد لحظات في البحر
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©