لاهاي-وكالات الأنباء: برأت محكمة العدل الدولية صربيا أمس من تهمة ارتكاب ابادة خلال حرب البوسنة، لكنها اعتبرت انها انتهكت القانون الدولي لعدم تحركها بهدف تفادي وقوع مجزرة سريبرينيتشا،التي أكدت المحكمة انها ''ابادة جماعية''·
وجاء في القرار الذي تلته رئيسة المحكمة روزالين هيجينز ان صربيا ''لم تتحرك بتاتا على مستوى احترام موجباتها لتفادي وقوع إبادة (سريبرينيتشا) ومعاقبة مرتكبيها''، كما ان صربيا ''لم تتعاون بالكامل مع'' محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي تلاحق المسؤولين عن المجزرة، حسب رئيسة المحكمة· الا ان المحكمة اعتبرت انه لا يمكن تحميل صربيا المسؤولية المباشرة عن هذه الابادة· وقالت هيجينز انه ''لا يمكن تحميل المتهمة (صربيا) المسؤولية المباشرة عما قام به اولئك الذين ارتكبوا المجزرة في سريبرينيتشا''، وأضافت ''وجدت المحكمة بنسبة 13 صوتا مقابل صوتين أن صربيا لم تمارس الإبادة الجماعية''، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن قتل ثمانية آلاف رجل مسلم في سربرنيتشا يمثل إبادة جماعية فإن صربيا لم تكن مسؤولة او ضالعة في هذه المذبحة·
وقالت هيجينز اثناء تلاوتها الحكم ان المجازر التي وقعت في يوليو 1995 بعد اجتياح جيب سريبرينيتشا الذي كان بحماية القوات الدولية ''هي اعمال ابادة ارتكبها عناصر من جيش صرب البوسنة''·
وتعد هذه اول مرة تبت الهيئة القضائية العليا في الامم المتحدة في اتهامات ابادة وجهتها دولة الى دولة اخرى، استنادا الى معاهدة الامم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الابادة الجماعية التي وقعت غداة الحرب العالمية الثانية وابرمتها 140 دولة·
وكانت السلطات البوسنية اتهمت جمهورية يوغسلافيا الاتحادية السابقة( صربيا والجبل الاسود حاليا) بالعدوان وارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد البوسنة قبل أربعة عشر عاما في عام 1993 وخلال فترة الحرب ما بين عامي 1992 و1995 في البوسنة والهرسك· وكانت جلسات الاستماع في القضية قد بدأت قبل عام في 27 فبراير·وقد حاول الممثلون القانونيون للبوسنة والهرسك أمام محكمة العدل الدولية وخلال المحاكمة أن يثبتوا أن نظام بلجراد والجيش الشعبي اليوغسلافي السابق متورطان بشكل كبير في الحرب في البوسنة·
عدد اليوم
