«التواصل الاجتماعي»..يشعل الخلافات الزوجية

أبوظبي (الاتحاد) حذّرت محاكم رأس الخيمة من الاستخدام المفرط لبرامج التواصل الاجتماعي داخل البيوت، لما لها من تأثير سلبي على حياة الأسر، حيث أشارت الدائرة من واقع الشكاوى عبر مكتب الاستشارات الأسرية إلى غياب الحوار والتفاهم بين بعض أفراد الأسرة بسبب انشغال البعض بهذه البرامج، ما ساهم من زيادة الخلافات الزوجية فيما بينهم. وقالت شيخة أحمد البريكي رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري في الدائرة: إن القسم سجل خلال العامين الماضيين، ظهور أنواع جديدة من الخلافات الأسرية لم تكن معروفة في السابق، في مقدمتها غياب الحوار والتفاهم والانسجام الكافي بين الزوجين، والذي يتأتى من الحوار. وأضافت: منذ بداية العام الجاري بلغ عدد الاستشارات 1853 استشارة أسرية، سواء عبر حضور الأشخاص للدائرة بأنفسهم أو عبر الاتصال الهاتفي بنا، حيث تم تقديم النصح والإرشاد لطالبي هذه الاستشارات، مما مكنهم من التغلب على العديد من المشاكل الأسرية التي واجهتهم، دون اللجوء إلى تقديم الشكاوى بشكل رسمي ضد شريك الحياة. الضيق وترى آمنة «متزوجة ولديها 3 أبناء» أنها تنتظر زوجها بعد العمل، لكنه بمجرد أخذ قيلولته من الراحـة، يبدأ تصـــفح مواقع التواصل الاجتماعي بالساعات متجاهلاً وجودها، ما يسبب لها الكثير من الضيق. وتضيف «أغلب خلافاتنا تتعلق بتلك المواقع التي يعطيها زوجي وقتاً أكثر من قضاء الساعات والوقت معي وأبنائه». إدمان ريم «23عاماً»، تقول إن زوجها يقضي وقت فراغه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، متنقلاً تارة بين «الفيسبوك» و«تويتر»، «والانستجرام»، وتشير إلى أن هذا يشعرها بانزعاج شديد، وتضيف: «أحياناً ونحن في دعوة في مطعم، أرى زوجي يطلب من «النادل» كلمة المرور للمطعم، ليتواصل ويتابع الجديد في مواقع التواصل، مع أن خروجنا كان لتلطيف الجو، وليس للتواصل عبر «الإنترنت». وترى علياء «29 عاماً»، أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم شراً لابد منه، فجميع الأزواج يقضون ساعات طويلة عليها دون الالتفات لبعضهم، مبينة أن زوجها يقضي أوقاته على دردشة الفيسبوك لساعات، حيث بعد فترة المغرب يذهب إلى الغرفة ويغلق على نفسه الباب ويقول «لا أريد إزعاجاً» وفي حقيقة الأمر يكون جالساً على الدردشة مع العديد من أصدقائه. جمل زائفة ويؤكد سليمان «موظف حكومي»، أنه قي ظل التطور التكنولوجي بات الكثير من الأزواج لا يغادرون مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت لدى الكثير منهم شماعة لتلك الخلافات الزوجية، والتي لا تنتهي إلا مع انتهاء اليوم. ويضيف «من واقع تجربتي وتجربة الكثير من الأزواج أصبحت المواقع لتعميق الخلافات بين الأزواج نتيجة هذه الجمل الزائفة عبر الدردشة، مما سبب ضياع الأبناء، وحدوث طلاق بين الأزواج». عالم افتراضي وأوضحت هند البدواوي مستشارة نفسية أسرية، «أن بعض الأزواج يلقي الاتهام على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه المواقع أداة يمكن للزوج أو الزوجة استخدامها بشكل مفيد أو ضار حسب قناعة كل طرف، وهذا المواقع وُجدت من أجل التواصل، وتوطيد العلاقات وكسب المعلومات لا من أجل خراب البيوت وضياع الأبناء. وتضيف: «من يلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «الأزواج» قد يكون نتيجة هروبهم من الواقع إلى العالم الافتراضي، كهروب من مسؤولية البيت، والمشاكل، أو للتنفيس عن أنفسهم عبر الإبحار في تلك المواقع، أو لإشباع الرغبات، ولعلاج تلك المشكلة، لابد من تعاون الأزواج ومساعدة بعضهم لإيجاد بيئة مريحة خالية من المشاكل والخلافات. بعض الأزواج يفضل الهروب إلى العالم الافتراضي هند البدواوي