الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كينيا: الإرهاب مقابل الحرب على «الشباب»!

29 أكتوبر 2011 09:16
حذرت السفارة الأميركية في كينيا من "تهديد وشيك" يستهدف الأجانب المقيمين في هذا البلد الأفريقي، وذلك بعد أسبوع من إرسال كينيا لقواتها العسكرية إلى الصومال المجاورة لمحاربة المليشيات الإسلامية في أكبر عملية عسكرية تقوم بها البلاد منذ استقلالها. ومع أن السفارة الأميركية لم تحدد على وجه الدقة المسؤولين عن التهديد المحتمل، إلا أن التحذير يتوافق مع المخاوف الكينية من تنفيذ جماعة "الشباب" الصومالية لهجمات انتقامية ردّاً على التدخل العسكري الكيني في الصومال. فقد نشرت السفارة الأميركية في كينيا على موقعها الإلكتروني تحذيراً واضحاً موجهاً بالأساس إلى مواطنيها المقيمين في ذلك البلد، أو الزوار الذين ينوون القيام برحلات إلى هناك، قائلة إنها "تلقت معلومات ذات مصداقية حول تهديد إرهابي وشيك موجه ضد منشآت كينية بارزة، ومناطق يرتادها الأجانب مثل المراكز التجارية والملاهي الليلية". وأضافت السفارة الأميركية أنها "اتخذت ما يلزم من إجراءات للحد من الزيارات الرسمية إلى كينيا"، وحثت الأميركيين على تأجيل خططهم للسفر إلى ذلك البلد الأفريقي الذي تحوم حوله شكوك التعرض لهجوم إرهابي، ولاسيما أن كينيا سبق أن استُهدفت في عام 1998 بعملية إرهابية كبيرة تزامنت مع أخرى في تنزانيا أسفرتا معاً عن مقتل عدد كبير من الأشخاص، حيث وصل العدد إلى 224 قتيلاً. وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أنه ردّاً على التحذيرات الأميركية باحتمال حدوث هجوم إرهابي على الأراضي الكينية قامت السلطات هناك بتشديد الإجراءات الأمنية في حي الأعمال وسط العاصمة نيروبي، حيث أكدت الوكالة أن عناصر الأمن يفتشون الناس أمام فندق "هيلتون" مع التركيز خصوصاً، كما قالت الوكالة، على "الأشخاص الذين يبدون من ملامحهم وكأنهم ينحدرون من أصول صومالية". وكانت كينيا قد أرسلت في الأسبوع الماضي عدة آلاف من قواتها إلى الصومال لمحاربة تنظيم "الشباب" الإسلامي الذي اتهمته السلطات الكينية بتنفيذ سلسلة من الاختطافات طالت مؤخراً الأجانب في كينيا. ففي شهر سبتمبر الماضي قتل رجال مسلحون رجلاً بريطانيّاً واختطفوا زوجته فيما تعرضت خلال الشهر الجاري سيدة فرنسية معوقة للاختطاف لتموت لاحقاً، كما اختطف موظفا إغاثة إسبانيان في وقت سابق. ولكن تنظيم "الشباب" الذي يسيطر على أجزاء من جنوب الصومال نفى أي علاقة له بالاختطافات التي طالت الأجانب، محذراً السلطات الكينية بتنفيذ هجمات انتقامية ردّاً على دخولها البلاد. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد قال زعيم تنظيم "الشباب"، محمد عبدي جودان: "إن المناطق الإسلامية في الصومال على أعلى درجات الاستنفار استعداداً للحرب المفتوحة التي ستكون ردنا على اقتحام أراضينا من قبل بعض الدول المشاركة في الغزو المسيحي العالمي ضد الصومال". ونقلت وكالة "رويترز" أيضاً عن تنظيم "الشباب" تحذيره للقوات الكينية ومطالبته إياها بالانسحاب، وإلا ستجلب "لهيب الحرب" إلى كينيا. وأفادت الوكالة نفسها أن القوات الكينية والحكومية الصومالية بدأت تضيق الخناق على عناصر التنظيم الإسلامي المتشدد في معاقله بالجنوب، ووصفت "رويترز" بلدة "أفمادو" بأنها موقع "استراتيجي ونقطة عبور مهمة للبضائع المهربة بطريقة غير شرعية من ميناء كيسمايو الذي يسيطر عليه الشباب". ولو استطاعت القوات الكينية طرد مقاتلي "الشباب" من ميناء كيسمايو فإن ذلك سيحرمهم من قاعدة مهمة يعتمدون عليها لتأمين الدعم اللوجستي وتجنيد الأنصار. ولكن العديد من الكينيين يتساءلون عن الثمن الذي ستدفعه بلادهم جراء المشاركة في القتال ضد "الشباب" وما إذا كانت لدى القوات الكينية خطة للانسحاب، فضلاً عن مخاوف الانتقام التي يتوعد بها تنظيم "الشباب"، هذا الوعيد الذي يبدو أنه بدأ يتحقق بالفعل يوم أمس الاثنين عندما جرح 14 شخصاً في حصيلة أولية إثر انفجار قنبلة يدوية ألقيت على ملهى ليلي في العاصمة الكينية نيروبي، حيث أفادت مصادر الشرطة الكينية أن القنبلة ألقيت في وقت مبكر من فجر الاثنين على الملهى الليلي الواقع في حي بوسط نيروبي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد الشرطة في المدينة "أريك موغامبي" قوله إن "التحقيق الأولي يشير إلى أن قنبلة يدوية رميت في اتجاه الداخل"، مضيفاً أن "14 شخصاً جرحوا" في العملية التي جاءت لتعزز المخاوف الكينية من احتمال استهداف البلد بسلسلة من الهجمات الإرهابية انتقاماً من دخول القوات المسلحة الكينية للأراضي الصومالية وشنها حرباً على تنظيم "الشباب". ومع أن التحقيقات ما زالت في بدايتها ولم تعرف بعد الدوافع أو الجهة التي وقفت وراء الحادث، إلا انه يأتي بعد أسبوع من إرسال كينيا قوات عسكرية إلى الصومال في حملة لملاحقة أعضاء في ميلشيا حركة "الشباب" الإسلامي التي تتهمها نيروبي بالوقوف وراء سلسلة من عمليات الاختطاف في كينيا في الأسابيع الأخيرة، وإن كانت أصابع الاتهام تشير في أغلبها إلى التنظيم الإسلامي المتشدد. كريستين تشيك عضو هيئة تحرير «كريستيان ساينس مونيتور» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©