الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

باحثة بجامعة الإمارات تُطالب بتوسيع دائرة «الإخصاب» للحد من الأمراض الوراثية

20 فبراير 2010 00:57
أكدت الدكتورة لحاظ الغزالي أستاذة طب الأطفال بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات ضرورة توسيع دائرة "الإخصاب" كوسيلة للحد من ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في مجتمع الإمارات نتيجة لزواج الأقارب. وشددت الغزالي في حوار مع "الاتحاد" على أهمية تكثيف الفحص "الإكلينيكي" وفحوص الدم لحديثي الولادة لرصد العوامل الوراثية المسؤولة عن أمراض الغدة الدرقية والأمراض الأمينية وغيرها. ولفتت أستاذة طب الأطفال إلى وجود تحديات ومعوقات عدة مازالت تقف حجر عثرة في طريق مواجهة معضلة ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في المجتمع، يأتي على رأسها التمسك بتقليد زواج الأقارب. ورغم إقرارها بإيجابيات فحص ما قبل الزواج، إلا أن الدكتورة الغزالي ترى أن الفحص على أهميته لم يتم توظيفه حتى الآن بالشكل الذي يحقق الغاية منه لعدم اكتراث الطرفين "الشاب والشابة المقبلين على الزواج" وذويهم كثيراً بنتائج الفحص التي قد تشير إلى وجود عوامل وراثية تهدد صحة الأطفال الذين يأتون نتيجة لهذا الزواج. وتحتل الإمارات المرتبة السادسة ضمن قائمة تضم 193 دولة تنتشر بها الأمراض الوراثية عالمياً، ويوجد في الدولة حوالي 270 مرضاً وراثياً، تأتي الاضطرابات الوراثية في المرتبة الرابعة من حيث الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة بين مواطني الإمارات. وأشارت الدكتورة لحاظ إلى أن "الاضطرابات المتنحية" تعتبر الأكثر شيوعاً في الأسر والعائلات التي تجمع بينها صلات قرابة قوية لما يترتب على تلك الاضطرابات من عواقب صحية وخيمة بما في ذلك الإعاقات العقلية والجسدية التي لا يمكن علاجها وتؤدي غالباً إلى الوفاة. وقالت إن الجهود البحثية تتواصل بجامعة الإمارات لإيجاد الوسائل العلمية لتقليل معدلات الإصابة بالأمراض الوراثية في المجتمع والتي تسببها عوامل وراثية "متنحية" ناجمة عن جينات حاملة للمرض يحملها كل من الأبوين اللذين تربطهما صلة قرابة، لافتة إلى أن "الثلاثيميا"، "الأنيميا المنجلية" وأمراض الحوامض الأمينية تُعد من أكثر الأمراض الوراثية المنتشرة بين المواطنين. وأوضحت أستاذة طب الأطفال بجامعة الإمارات أن الأبحاث العلمية والدراسات المتعمقة التي قامت بها عبر السنوات الأخيرة كشفت عن أمراض وراثية أخرى نادرة بالمجتمع نتيجة ارتفاع معدلات زواج الأقارب الذي أثمر أطفالاً يعانون مضاعفات صحية خطيرة كالتخلف العقلي والإعاقة الجسدية وغيرها. ويقوم باحثون بكلية الطب بالجامعة حالياً بإخضاع بعض الأسر والعائلات المواطنة التي ترتفع بين أفرادها نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية نتيجة التزاوج المستمر بين أبنائها وبناتها ضمن العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة التي تزكي توجهات زواج الأقارب. وأشارت الغزالي إلى أنها تقوم بدراسة الحالة الصحية للأشخاص غير المصابين في العائلة الواحدة لتبيان ما إذا كان هؤلاء يحملون مرضا وراثيا معينا أم لا، وإذا كانت هناك رغبة في ارتباط شاب بشابة من العائلة نفسها، ينصح بإجراء فحوص جينية، فإذا جاءت النتيجة إيجابية يفضل عدم الارتباط لوجود احتمالات ولادة أطفال مشوهين أو يحملون أمراضاً وراثية. وأكدت الدكتورة الغزالي أهمية التركيز على نشر الوعي بين شرائح المجتمع الإماراتي بخطورة التداعيات الصحية لظاهرة زواج الأقارب التي مازالت تأخذ حيزاً واسعاً خاصة بين الأسر والقبائل المحلية التي مازال أفرادها يعتقدون أن ذلك يدخل ضمن العادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة التي يجب التمسك بها. ودعت الجهات المعنية إلى ضرورة أن تأخذ بزمام المبادرة نحو تطوير برامج التوعية الصحية بخطورة الأمراض الوراثية وتوسيع آفاق التعاون مع المنظمات غير الحكومية، مع التركيز بوجه خاص على المرضى وعائلاتهم وتوفير سبل الرعاية الكافية للأشخاص الذين يعانون إعاقات أو أمراضاً مزمنة، والعمل على دمجهم في المجتمع. وطالبت الباحثة الغزالي بتطوير مشاريع البحوث في مجال الأمراض الجينية السائدة في المجتمع، والتركيز على برامج التدريب المتخصصة في مجال علم الوراثة السريرية وعلم الوراثة الجزيئي وعلم الوراثة الخلوية؛ للسيطرة على الأمراض الوراثية والخلقية الأكثر شيوعاً في المجتمع الإماراتي، وتعظيم فرص إنجاب أطفال أصحاء. وتبذل كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات جهوداً حثيثة للحد من انتشار الأمراض الوراثية في المجتمع من خلال تفعيل سبل الوقاية اللازمة التي تركز على الحد من ظاهرة زواج الأقارب بتبيان الأخطار الصحية العديدة التي تتهدد حياة الأطفال الذين يأتون كثمرة لهذا الزواج. وكانت الدكتورة لحاظ الغزالي التي انضمت إلى هيئة التدريس بجامعة الإمارات عام 1990، وحصلت على جائزة "لوريال - يونيسكو" الخاصة بعلوم الجينات، عام 2008، وهى أول باحثة عربية تحصل على هذه الجائزة العالمية لإسهاماتها وجهودها البحثية المتميزة للكشف عن الأمراض الوراثية الجينية وتحديد مواصفاتها. نصف السكان المواطنين من الأقارب شددت الدكتورة لحاظ الغزالي أستاذة طب الأطفال بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات على ضرورة وضع استراتيجيات طويلة الأمد للتشخيص والفحص والوقاية للتقليل من حدة انتشار الأنماط السائدة من الأمراض الوراثية نظراً لطبيعة مجتمع الإمارات القبلي الذي يعد من أكثر المجتمعات التي تجمع بينها صلات الدم في العالم، فنصف السكان المواطنين هم من الأقارب. وتعتبر أمراض القلب السبب الرئيس في الوفاة في الدولة، ويعاني أكثر من 50% من السكان من ارتفاع مستويات الكوليسترول. وبلغت نسبة الإصابة بمرض السكري بين مواطني الدولة 25% وتتراوح بين 13 - 19% للمقيمين، بحسب تقرير صدر مؤخرا أشار إلى أن عدد المصابين بالسكري حول العالم 250 مليون نسمة ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم بنهاية العام الجاري وبشكل رئيس في الدول النامية. كما أظهرت دراسة في العام 2008 قام بها قسم التغذية بجامعة الإمارات أن نحو 25% من الأطفال في الدولة بين 8 - 12 عاماً يعانون زيادة الوزن والسمنة التي تؤدي للإصابة بمرض السكري
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©