سيزار: مشوار النصر إلى درع الدوري لا يزال طويلاً وبلوغ الصدارة مجرد بداية

خطف البرازيلي برونو سيزار مهاجم النصر الجديد الأضواء، ونجح خلال وقت قصير من عمر الموسم في أن يثبت قدراته كلاعب يملك العديد من المقومات التي تضعه بين أفضل اللاعبين الأجانب في دوري المحترفين حتى الآن، وذلك كونه يجيد إحراز الأهداف وصناعتها وأداء الدور الخططي المحدد له في طريقة لعب “العميد”، التي كان المهاجم البرازيلي أحد محاورها الرئيسية ليصل فريقه إلى صدارة جدول الترتيب بعد 3 جولات من البطولة التي بدأت مثيرة منذ انطلاقتها. ونجح برونو سيزار في الاندماج سريعاً مع “الأزرق”، وذلك على عكس الكثير من اللاعبين الأجانب، الذين دائماً ما يحتاجون لوقت أطول لكي تظهر بصماتهم مع فرقهم، وهو الأمر الذي جعل جماهير النصر تتعلق بنجمها الجديد وتهتف له كثيراً في المدرجات، خاصة أنه نجح حتى الآن في تسجيل هدفين مؤثرين، الأول أمام الجزيرة في الجولة الأولى للدوري في الوقت المحتسب بدل الضائع ليخطف أغلى ثلاث نقاط كانت مفتاح الانطلاقة الجيدة، والهدف الثاني أمام الشباب في الجولة الثالثة ليعتلي النصر الصدارة منفرداً. وبعد أن فرض المهاجم البرازيلي القادم من سباهان الإيراني نفسه نجماً من نجوم “دورينا” كان لابد أن تتوقف “الاتحاد” معه في هذا الحوار قبل عودة مباريات الدوري، ليتحدث للمرة الأولى ويقدم نفسه للجماهير، ويحكي عن طموحاته لفريقه ورأيه في الدوري والكرة الإماراتية، وتشخيص السبب في ظاهرة زيادة عدد أهداف جولات الدوري الثلاث حتى الآن، فكانت السطور التالية محصلة ما قال. في البداية أكد برونو سيزار أنه كان يتابع بعض مباريات الدوري الإماراتي، عندما كان لاعباً في سباهان الإيراني، ويعرف قيمة الدوري هنا والفرق المنافسة واللاعبين المتميزين، خاصة من الأجانب، وقال: تقدم بعض فريق الدوري مستويات عالية، وهناك بعض المباريات تحظى بجماهيرية جيدة، كما أن المنافسة على اللقب تعتبر متميزة بسبب تناوب أكثر من فريق على الفوز باللقب كل عام، وهو أمر جيد يؤكد عدم سيطرة فريق محدد على مقومات الفوز بالألقاب في كل موسم. منافسة صعبة وأضاف: هذا الموسم أستطيع القول من واقع معرفتي البسيطة بالدوري الإماراتي إن المستوى سيكون أفضل كثيراً في ظل الإقبال الجماهيري الأكبر، وارتفاع مستوى العديد من الفرق، ووجود منافسة قوية على الصدارة منذ البداية، وهو ما يرفع مستوى الدوري عن مواسمه السابقة. وعن سباق المنافسة على القمة وفرص الفوز باللقب، قال برونو سيزار: لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن قدرة أي فريق على الفوز باللقب، وهناك العديد من الفرق التي تملك مقومات تحقيق ذلك مثل العين والجزيرة والأهلي والوصل، وبالطبع فريقي، لكن ذلك لا يمكن الحكم عليه الآن، وربما انضم للمرشحين للمنافسة فريق آخر في الجولات المقبلة، لأن 3 جولات قد تعطي مؤشراً لكنها ليست المقياس الحقيقي الكامل. وأضاف: نحن في النصر الآن في الصدارة، وهذا وحده لا يكفي لأنه مجرد بداية، ولابد من المحافظة على ما وصلنا إليه من مستوى ومن نتائج جيدة، وهذا الأمر ليس سهلاً، لكن يجب أن نحافظ على ذلك أمام شراسة المنافسة من الفرق الأخرى الكبيرة التي تملك طموح الفوز نفسه باللقب من خلال عمل أكبر وجهد مضاعف في الجولات المقبلة. تفاؤل كبير وأبدى برونو سيزار تفاؤله الكبير بما يمكن أن يقدمه النصر هذا الموسم في البطولات المحلية ودوري أبطال آسيا، وقال: نحن في حالة تسمح لنا بتقديم ما يرضي الجماهير، خاصة بعد البداية الجيدة، وإن كانت هذه البداية قد جعلت المهمة أصعب في المرحلة المقبلة، وأعلم أن الفريق لم يحقق الفوز بلقب بطولة الدوري منذ 26 عاماً، وذلك قد يكون ممكناً الآن أكثر من السابق، بعد أن احتل الفريق المركز الثالث قبل موسمين، وحقق مركز “الوصيف” في الموسم الماضي، وها هو الآن يتصدر جدول الترتيب”. وأضاف: في دوري أبطال آسيا يستطيع الفريق تحقيق الأفضل أيضاً، وذلك بعد أن اكتسب لاعبوه بعض الخبرة من المشاركة الأولى في تاريخه خلال الموسم الماضي، التي لم تكن النتائج فيها على الشكل المطلوب، وقد تابعت مباريات النصر بحكم وجودي في صفوف سباهان الإيراني بالمجموعة نفسها في الدور التمهيدي، وقد كان “الأزرق” متميزاً في بعض الأوقات، لكن الخبرة لم تساعد لاعبيه أمام فرق أكثر خبرة هي سباهان والأهلي السعودي ولخويا القطري، وهو ما يمكن أن يكون عاملاً مفيداً جداً في مسيرة الفريق بالبطولة القارية هذا الموسم. بعض الفوارق ورداً على سؤال حول الفارق بين الدوري الإماراتي والدوري الإيراني الذي كان يلعب فيه حتى الموسم الماضي، قال: هناك بعض الفوارق بين الدوري هنا وفي إيران، ويمكن القول إن مستوى اللاعبين هناك أعلى نسبياً، ليس كثيراً، لكنه أعلى ولو بدرجات قليلة، كما أن المنافسة هناك أكثر شراسة والمباريات دائماً “ساخنة” ومثيرة ومعظمها “متكافئة”، وإن كان الدوري الإماراتي يتميز بوجود لاعبين أجانب أكثر شهرة ونجومية عنه في الدوري الإيراني. وأكد مهاجم النصر أن أهم الفوارق بين الدوريين الإماراتي والإيراني أنه في الثاني تملأ الجماهير المدرجات في معظم المباريات، وتصل أعدادها إلى 80 أو 90 ألف متفرج في بعض اللقاءات، وقد لعبت كثيراً أمام هذا العدد، وهو شيء مهم ويميز الدوري الإيراني، ويتسبب تلقائياً في ارتفاع مستوى الفرق وقوة المباريات وسخونة المنافسة، وهذا ما ينقص الدوري هنا في الوقت الحالي، ولو امتلأت المدرجات بالجماهير سيرتفع المستوى بدرجة أكبر كثيراً، مما هو عليه الآن. ظاهرة الأهداف الغزيرة وتحدث برونو سيزار عن السبب الحقيقي لارتفاع معدل التهديف في الجولات الثلاث للدوري بصورة غريبة، وقال: السبب الحقيقي يعود إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب في خط الهجوم، وذلك في مواجهة لاعبي الدفاع من المحليين، حيث تهتم الأندية بالتعاقد مع الأجانب في الخط الأمامي. وقال: قد يكون من بين 4 لاعبين أجانب في كل فريق ثلاثة يلعبون في خط الهجوم وأحياناً الأربعة في الهجوم والوسط، وذلك باستثناء بعض الحالات كما في الجزيرة والوصل بوجود مدافع أجنبي من بين الأجانب الأربعة، وقد ظهر تأثير ذلك على قوة الدفاع في الفريقين عن الفرق الأخرى من خلال المدافع الكوري مع الجزيرة والمدافع الأسترالي مع الوصل. وأضاف: الطبيعي أن يكون اللاعب الأجنبي أكثر احترافية، وهي مهمة صعبة جداً على المدافعين المواطنين في مواجهة ذلك، وعندما يكون ذلك العدد الكبير من المهاجمين الأجانب موجودا في الدوري الإماراتي، لابد من زيادة عدد الأهداف في المباريات، لكن ذلك سوف يقل في الجولات المقبلة عندما يعرف المدافعون بدرجة أكبر طريقة كل مهاجم من الأجانب الموجودين في الفرق المنافسة، وعندما تقل الأخطاء التي تحدث عادة في بداية الموسم وتقل تدريجياً. وأشاد سيزار بدور جماهير النصر في دعم الفريق خلال المرحلة الماضية، وقال: ننتظر من الجماهير الكثير في المرحلة المقبلة، وأنا أدعوها للتواجد بقوة في المدرجات، وسوف نبذل كل ما في وسعنا لكي نجعلها سعيدة بالتواجد في المدرجات، فقد تركت سباهان وهو بطل للدوري الإيراني، وأحلم بأن أبدأ مسيرتي مع النصر هذا الموسم بتحقيق بطولة أيضاً، ولن يحدث ذلك إلا بوجود دعم كبير من الجماهير، وأنا لا يمكنني أن أعد بتحقيق البطولة، لكن ما أعد الجماهير به هو أن نقاتل في كل مباراة من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير. أسامواه ومطر الأفضل في الدوري دبي (الاتحاد) - أبدى سيزار إعجابه الشديد بقدرات مهاجم العين الغاني الدولي أسامواه جيان، وقال: يبقى أسامواه هو أبرز اللاعبين الأجانب في دوري الإمارات، وأنا معجب به، وهو لاعب كبير، يظهر في طريقة الأداء وكأنه لاعب برازيلي بسبب مهارته وقوته وقدراته التهديفية والمتعة التي يلعب بها في الملعب، وهو مهاجم من طراز فريد. ومن بين اللاعبين المواطنين أكد مهاجم النصر أن النجم الدولي إسماعيل مطر لاعب الوحدة والمنتخب الوطني هو أفضل اللاعبين المواطنين بسبب قدراته ومهاراته العالية، مشيراً إلى أنه يرى في زميله في النصر حبيب الفردان واحداً من أفضل اللاعبين المواطنين، وأنه يعتبر أفضل لاعبي “العميد” في الوقت الحالي. منظومة الدفاع والهجوم متكاملة دبي (الاتحاد) - أكد سيزار أن طريقة لعب النصر لا تعتمد على لاعب معين أو صناعة الأهداف ليقوم المهاجم بإحرازها، وهناك منظومة داخل الملعب دفاعية وهجومية بمشاركة كل اللاعبين، ويظهر ذلك من مشاركة عدد كبير من اللاعبين في تسجيل الأهداف، وهو أمر جيد بأن تكون الخطورة موجودة في عدد كبير من اللاعبين. دور زنجا في تغيير شخصية الفريق دبي (الاتحاد) - أشاد سيزار بالطريقة التي يقود بها الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر الفريق في الفترة الأخيرة، وقال: التقدم من المراكز الخلفية إلى المركز الثالث قبل موسمين ثم المركز الثاني في الموسم الماضي ثم احتلال الصدارة الآن، وذلك بعد أن نجح المدرب في تغيير شخصية الفريق، وهو أمر واضح لكل الناس في الوقت الحالي بعد أن تغير كل شيء عن السابق، وهو ما عرفته من لاعبي الفريق القدامى ومن الجماهير وكل المحيطين بالفريق. وأكد المهاجم البرازيلي أن زنجا يعتمد على اللعب الجماعي، دون الاعتماد على نجومية لاعب بعينه، وقال: هذا من أهم أسباب تميز النصر وقوة وتجانس خطوطه، وكذلك نجاحه في زيادة ثقة اللاعبين في أنفسهم وقدرتهم على المنافسة بقوة على اللقب، رغم أننا ندرك صعوبة ذلك، لكننا أصبحنا نبحث عنه بكل قوة أمام المنافسين الآخرين الذين نحترمهم بشدة، وهو ما يركز عليه المدرب دائماً. إحراز الأهداف وسيلة وليس غاية دبي (الاتحاد) - أبدى سيزار سعادته بإحراز هدفين مع النصر في الدوري حتى الآن أمام الجزيرة والشباب، لكنه شدد على أن الفوز بلقب هداف الدوري ليس من أولوياته مع الفريق، وقال: إحراز الأهداف ليس هدفاً، وهو مجرد وسيلة لمساعدة الفريق في تحقيق الفوز بالمباريات والحصول على النقاط، ويبقى الفوز بلقب الهداف أمراً ثانوياً أمام الهدف الأكبر وهو التتويج باللقب. وأضاف: ما قيمة أن أفوز بلقب الهداف ولا يتوج فريق بأي لقب؟، وأنا أعمل في الملعب من أجل فوز الفريق سواء من خلال إحراز الأهداف أو صناعتها أو أداء الواجب الدفاعي المطلوب مني فقط، ولذلك لا أشغل نفسي بالسباق على لقب الهداف، ولكن إذا تحقق لقب الهداف مع فوز النصر بلقب الدوري، فسيكون ذلك أمراً جيداً. كشف عن عدم الانضمام لمنتخب بلاده مطلقاً فوز البرازيل بسداسية على «أسود الرافدين» لم يسعدنِ دبي (الاتحاد) - كشف برونو سيزار عن عدم انضمامه إلى المنتخبات البرازيلية في أي وقت سابق، وقال: لم أحظ بشرف ومتعة اللعب في المنتخب الوطني، والمعروف أن عدد اللاعبين البرازيليين كبير، وليس بإمكان كل لاعب جيد اللعب في المنتخب البرازيلي، لكنني متابع جيد لكل شؤون المنتخب. وأضاف: نمتلك في المنتخب البرازيلي الآن فريقا جيداً ولاعبين متميزين، وإن اختفت ظاهرة اللاعبين “سوبر ستار”، مثلما كان في السنوات الماضية بوجود رونالدو وروبرتو كارلوس وريفالدو، وقد أصبح المنتخب البرازيلي مثلاً يضم في خط الدفاع أبرز لاعبيه، وهو ما يعتبر أمراً جديداً على المنتخب البرازيلي. وقال سيزار: قبل أيام لعب المنتخب البرازيلي أمام منتخب العراق في مباراة دولية ودية، وفاز منتخب البرازيل بسداسية نظيفة، وهذا أمر لا يعجبني، فالأفضل أن نلعب أمام منتخبات مثل إسبانيا وألمانيا أو المنتخبات الكبيرة الأخرى لنعرف أين نحن من خريطة الكرة العالمية الآن، لأن الفوز الكبير لا يمكن أن يكون مقياساً. استشارة برازيلية وقال سيزار: كنت حريصاً قبل التوقيع للنصر على استشارة زميلي البرازيلي ليو ليما وبعض المقربين من أجل الحصول على معلومات أكثر، لكنني كنت أعرف الكثير عن النصر وعن مدينة دبي، ولذلك أشعر بأنني اتخذت القرار الصائب، حيث أشعر أنني في بيتي مع الفريق والنادي وفي الحياة بشكل عام في دبي، وأنا أحتفظ بصداقة كبيرة مع عدد من لاعبي الفريق، في مقدمتهم ليما بالطبع. وأضاف: أقضي يومي في دبي بكل متعة في العمل وفي خارج العمل، فأنا أستيقظ في التاسعة والنصف أو العاشرة صباحاً، وأقضي بعض الوقت مع طفلي في حمام السباحة واللعب، ومع أسرتي قبل الذهاب إلى التدريبات في النادي وبعد العودة إلى المنزل أحرص على البقاء مع أسرتي أيضاً ثم النوم لعدد ساعات كافية دون سهر زائد.