الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بنك الفقراء يمول الأسر المحتاجة

بنك الفقراء يمول الأسر المحتاجة
12 مارس 2016 21:58
أبوظبي (الاتحاد) «جيرمين بنك»، أو كما تعني ترجمته من اللغة البنجالية إلى العربية «بنك القرية»، والذي خصصه مؤسسه البروفيسور محمد يونس لمعاونة الفقراء وتحسين أحوالهم المعيشية، ليتحول بنكاً للفقراء، بعد رفض بنوك عدة لمشروعه في تمويل ا المعوزين ومن دون فائدة ربحية، وذلك لإيمانهم أن الفقير لايستطيع سداد الدين. تمكن البروفيسور البنجالي من تأسيس أول «بنك للفقراء» تقوم مهامه على تمويل مشاريع الأسر الفقيرة، وبذلك يحقق يونس الريادة من خلال مشروعه الفريد من نوعه في تمويل الأسر المحتاجة، ومد يد العون لها، بإيجاد مصدر دخل ثابت يعينها على مصاعب الحياة، متأثراً بقصة سيدة فقيرة ومعاناتها مع سداد قرضها للبنك الذي استلفت منه المبلغ المالي. ولد محمد يونس في 28يونيو من عام 1940 بمدينة شيتاجونج التابعة للإقليم الغربي البنجالي، وتعتبر بمثابة المركز المالي في ذلك الوقت، وهو الابن الثالث بين إخوانه البالغ عددهم 14 طفلاً، توفي 5 من إخوته في عمر صغير، والده كان يعمل صائغاً ناجحاً، شجع والده جميع أبنائه لاستكمال مراحل دراستهم العليا، وكان حريصاً على أن يحصل أبناؤه على مستوى تعليمي ممتاز. شخصية والدته كان لها كبير الأثر في توجيه محمد يونس، وتكوين شخصيته وميوله وتعاطفه مع الفقراء، حيث كانت والدته صفية خاتون كثيراً ما تتعاطف مع من يطرق بابها من الفقراء، وكانت تقدم لهم العون، هذا العطاء منح محمد توجها لمساعدة الفقراء، وأوجد لديه المسؤولية المجتمعية لدعمهم ومساندتهم . في العام 1974قام البروفيسور محمد يونس أستاذ الاقتصاد في جامعة شيتاجونج برحلة ميدانية لطلابه إلى القرى الفقيرة، وهناك قابل الطلاب سيدة من أصحاب الدخل الضعيف قامت بالاستدانة من البنك ما يقارب مبلغ 15 بوند لشراء خام الخيزران لصنع المقاعد، وقامت بتسديد المبلغ للوسيط،، فعرف يونس من حديثه معها أنها كانت تقترض ما يساوي نصف دولار أميركي فقط بفائدة أسبوعية قدرها 10% لشراء الخيزران الخام الذي تصنع منه منتجاتها لتبيعها في الأسواق المحلية، لكنه لاحظ أن أكثر من 70% من أرباح هذه السيدة كانت تصرف في سداد فوائد القروض. أما فكرته العظيمة في المشاريع الصغيرة القادرة على تمويل نفسها ذاتياً من خلال التزام أصحابها في التسديد لتوفير تمويل مشاريع جديدة والموجه أصلاً للنساء، فقد استلهمها أثناء قيامه بالدراسات الميدانية التي كان يجريها مع طلابه في بعض الأرياف، حيث التقى بسيدة تعمل في صناعة الخزف والخيزران. كما اكتشف البروفيسور يونس وجود خطأ في علم الاقتصاد الذي كان يدرسه لطلابه، ولذلك تكفل بنفسه في تسديد قرض المرأة، ورأى أن المبلغ الزهيد الذي دفعه وساهم في حل مشكلة تلك المرأة وعلى حل مشاكل العديد من الأسر الفقيرة التي يعمل على انتشالها من دائرة العوز. استمر يونس في دعم الحكومة والبنوك في تقديم القروض الصغيرة وتمكن في العام 1983 من تأسيس بنك جيرمين الذي يقوم على مبدأ الثقة ومد يد العون للفقراء من أجل تحسين حياتهم المعيشية. اليوم يمتلك البنك في بنجلاديش نحو 2564 فرعاً بقوى عاملة تصل إلى نحو 19,800، وتقدم خدمات لنحو 8,29 مليون من المقترضين موزعين على 81,367 قرية في بنجلاديش، وتقدر نمو الأقساط من مجموع الأقساط التي يتحملها البنك نحو 1.5مليون دولار أسبوعياً، وتشكل النساء نحو 97%من عملاء البنك، ويتم تسديد 97%من القروض بمعدل سداد عالٍ يفوق أي نظام مصرفي آخر، كما يتم تطبيق الطرق المتبعة في جيرمين في 58 بلداً بما فيها أميركا كندا هولندا فرنسا والنرويج. بعد هذا النجاح في تقديم الدعم للفقراء ومساعدتهم بطريقة تعمل على تحسين أحوالهم، نال البروفيسور محمد يونس جائزة نوبل. مترجم عن موقع جيرمين بنك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©