الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خزنة النار من الملائكة الغلاظ وعددهم اختبار وفتنة

16 فبراير 2017 23:30
أحمد محمد (القاهرة) لما نزل قوله تعالى: «سَأُصْلِيهِ سَقَرَ* وما أدراكَ ما سَقَرُ*لا تُبْقِي ولا تَذَرُ* لواحَةٌ للبشرِ* عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ»، «المدثر:26 30»، قال أبو جهل لقريش، ثكلتكم أُمهاتكم أتسمعون ابن أبي كبيشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدهم (الجماعة الكثيرة) الشجعان، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم، فقال أبو أسد الجمحي، أنا أكفيكم سبعة عشر، عشرة على ظهري، وسبعة على بطني، فاكفوني أنتم اثنين، فنزل قوله تعالى: «وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ»، «المدثر:31». جاء في التفسير الميسر: وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ، وما جعلنا ذلك العدد إلا اختباراً للذين كفروا بالله، وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأن ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى، حيث وافق ذلك كتبهم، ويزداد المؤمنون تصديقاً بالله ورسوله وعملاً بشرعه، ولا يشك في ذلك الذين أُعطوا الكتاب ولا المؤمنون بالله ورسوله، وليقول الذين في قلوبهم نفاق والكافرون، ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب؟، بمثل ذلك الذي ذُكر يضل الله من أراد إضلاله، ويهدي من أراد هدايته، وما يعلم عدد جنود ربك -ومنهم الملائكة- إلا الله وحده، وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس. وقد بيّن سبحانه جانباً من مظاهر قدرته وحكمته وابتلائه لعباده بشتى أنواع الابتلاء ليتميز قوي الإيمان من ضعيفه، فقال تعالى وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وقال الإمام ابن كثير، أصحاب النار، خزانها ملائكة غلاظ شداد، لا يقاومون ولا يغالبون، وقوله سبحانه، وما جعلنا عدتهم إلا فتنه للذين كفروا، بيان لحكمة أخرى من ذكر هذا العدد، والفتنه بمعنى الاختبار والامتحان، وما جعلنا عدة خزنة النار تسعة عشر، إلا ليكون هذا العدد سبب فتنة واختبار للذين كفروا، ولقد زادهم هذا الامتحان والاختبار جحودا وضلالا، ومن مظاهر ذلك أنهم استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما قرأ عليهم القرآن فحق عليهم عذابنا ووعيدنا. قال الإمام الرازي، وإنما صار هذا العدد سببا لفتنه الكفار من وجهين، الأول أنهم كانوا يستهزئون ويقولون لم لا يكونون عشرين بدلا من تسعة عشر، وما المقتضى لتخصيص هذا العدد، والثاني أن الكفار كانوا يقولون هذا العدد القليل كيف يكون وافيا بتعذيب أكثر العالم من الجن والإنس. وعلة أخرى لذكر هذا العدد، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه، إذ إن الكتب السماوية التي بين أيديهم قد ذكرت هذا العدد كما ذكره القرآن الكريم، وليعلموا أن الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم، وإذا ليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم بصدق نبيهم. وعلة أخرى لكون خزنة سقر تسعة عشر، ليقول الذين في قلوبهم مرض أي شك وضعف إيمان وليقول الكافرون المصرون على التكذيب ما الأمر الذي أراده الله بهذا المثل وهو جعل خزنة سقر تسعة عشر، وما الفائدة في أن تكون عدتهم هذه، وما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب، وهم يقصدون بذلك نفي أن يكون العدد من عنده تعالى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©