عشية إحياء الإمارات «اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ» الذي يصادف 31 مايو من كل عام، والذي يشير إليه بعضهم كذلك باليوم العالمي لمكافحة التدخين، ارسل لي أحد الإخوة القراء صورة للعبة يتم تداولها في الأسواق، تحمل اسماً أجنبياً يعني «شيشتي الأولى» ليلهو بها الصغار، مقلدين مدخني الشيشة. ويبدو أن مصنعي اللعبة حريصون على الالتزام بالأنظمة والقوانين على طريقتهم، فوضعوا على العلبة الجذابة الملونة تلك الإشارة الخاصة بالفئة العمرية، موضحين أنها مخصصة للأطفال من سن ثلاث سنوات فما فوق.
في الوقت ذاته، برز أمامي قرار صارم صدر في هولندا قبل فترة يحظر على شركات إنتاج أدوات التدخين الإلكتروني إنتاجها بألوان زاهية حتى لا تبدو مغرية وجذابة للنشء والمراهقين، وعززت القرار بغرامات وعقوبات مشددة للغاية، وهي ما يجب أن ينطبق على الذين ينتجون ويروجون مثل تلك اللعبة بين صغارنا.
هذه اللعبة وغيرها من الألعاب غير البناءة، والتي تروج لسلوكيات وأفكار غير حميدة بين الأطفال، بحاجة لمتابعة ومراقبة مشددة، فالمسألة ليست مجرد لعبة وإنما فكرة يراد غرسها في صغار أبرياء، خاصة عندما تكون الفكرة خبيثة مغلفة بعناية في علبة براقة جميلة كتلك التي كانت تحمل ترويجاً مدمراً للأسرة السوية والفطرة السليمة.
تستهدف اللعبة المسمومة المروجة لتدخين الشيشة بين الصغار غرس عادات سيئة، وجرهم نحو آفة مدمرة ومهلكة في وقت نجحت فيه الإمارات بتأسيس «منظومة متكاملة من التشريعات والسياسات والإجراءات التي تهدف إلى مكافحة آفة التدخين، وخفض نسبة المدخنين، والحد من مخاطره السلبية على صحة الفرد والمجتمع بشكل عام». 
وتنفذ وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الجهات الصحية، مبادرات للحد من التدخين، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه للحفاظ على أرواحهم، وحمايتهم من الأمراض الخطيرة التي يسببها، من خلال افتتاح العيادات الخاصة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن هذه الظاهرة السلبية، والعيادة المتنقلة لدعم الإقلاع عن التدخين.
وبالمناسبة أيضاً حذر مركز أبوظبي للصحة العامة من التدخين الإلكتروني الذي تفشى مؤخراً، ويعتقد المروجون له والمدمنون عليه أنه آمن، بينما هو مرتبط بشكل وثيق بأمراض مهددة للحياة، وأشار إلى وجود 15 عيادة معتمدة توفر خدمات الإقلاع عن التبغ في الإمارة، ودعا الراغبين في التخلص من هذه الآفة للاستفادة من خدماتها، ولنتعاون جميعاً لتحقيق شعار حملة المركز «معاً نحو أبوظبي خالية من التبغ» وسائر الإمارات.