قافلة السياسة في الإمارات، تقودها دبلوماسية بأنامل مخملية، وهذا ما جعل الإمارات اليوم تتربع على عرش العلاقات واسعة الحدقات، مجللة بفكر إنساني محض، مكلل بوجدان يحمل في ثناياه مشاعر الحب، للإنسان في كل مكان، دون تصنيف، أو تحريف في القيم التي جاءت بها الديانات السماوية السمحاء، إيماناً من القيادة الرشيدة أنه لا مكان للحضارة البشرية في وجود المخالب الشرسة، ولا مكان لبشرية متطورة، بحضور الأظافر الحادة.
والعالم اليوم وفي ظل الظروف الراهنة، وبحاجة إلى الرجال العقلاء، والذين يتمتعون بذهنية التصالح مع النفس، والتضامن مع الآخر، من أجل الحفاظ على سيرورة أمنا الأرض.
هكذا نرى الإمارات تذهب بالعقل البشري نحو تآلف، وتعاون ضد كل ما يعرقل المسيرة المظفرة، نجد في الوعي الإماراتي ما يمنح الحياة زهرة الجمال.
نهر النمو، ونخلة العطاء، نجد في الإمارات ما يجعل العقل يستريح عند نافلة، وفرض، وتسترخي نفسه على ضفاف الجمال الروحي الذي تتمتع به السياسة الإماراتية، وهي تعالج العلاقات الإنسانية بأريحية الصحراء النبيلة، ورخاء البحر السخي، وثراء المشاعر العفوية، ومن دون نقصان، أو تقصير؛ لأن القيادة آمنت بأنه لا مجال للانتظار، فالوقت حازم في بت الأمور في العلاقات بين الدول، والزمن لا يرحم من يتأخر عن تأدية واجبه تجاه الأرض، والإنسان، وعندما نتأمل الخريطة العالمية، تذهلنا الأرقام المرعبة لملايين المشردين، والمهجرين، والغائبين عن درس الفصول الدراسية، والذين يعيشون في عراء مراحل ما بعد الفراغ.
القيادة في الإمارات تبذل جهوداً، وتقدم واجباتها الإنسانية بسخاء وكل ذلك يجب أن يكون درساً للآخرين الذين رفعوا شعارات واهية، لا معنى لها سوى أنها زبد على ظهر موجة عارمة.
الإمارات تجوب العالم بطائرات الحلم الجميل، تضمد جروحاً، وتخفف آلاماً، ويا ليت الذين يقفون خلف الأبواب المغلقة، يعون هذه الدروس التي تقدمها الإمارات، لأصبح العالم بخير وعافية، ولكن للأسف المشاهد تقول لا، والأفعال تؤكد أن الوعي لم يزل معكراً وكأنه مياه آبار مهجورة، والعيون معصوبة عن رؤية ما يحدث من مآسٍ في العالم.
في دبلوماسية الإمارات، نلمس ذلك الشعور الإنساني المرهف الذي يسجل للتاريخ، أن دولة عربية إسلامية تكمن عند خاصرة الخليج العربي، تكافح بكل ما تملك من أجل إعادة صياغة مشاعر العالم، وترتيب أثاثه الذي عبثت به أيادٍ خفية، عدوانية عبثية هدفها زلزلة أركان الحضارة، وإعادة البشر إلى عهود غابرة، فيها القوي يأكل لقمة الضعيف، والكبير يطغى على الصغير.
هكذا هي حضارة اليوم، ولكن في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح، وسوف يذهب الزبد جفاء، وحفظ الله الإمارات عوناً، وصوناً للناس جميعاً.