فرحة واسعة غمرت الجميع بفوز بطلنا البارالمبي محمد القايد بأول ميدالية للإمارات في دورة الألعاب البارالمبية 2020 المقامة حالياً في العاصمة اليابانية طوكيو، وهو يحصد برونزية 100م على الكراسي المتحركة. فرحة ليست بالجديدة، فلطالما أسعدتنا منتخباتنا الوطنية لأصحاب الهمم، فقد سبق للقايد انتزاع فضية وبرونزية في أولمبياد لندن 2012، وذهبية «ريو دي جانيرو 2016» وغيره من الأبطال أصحاب الهمم العالية الذين جسدوا وبعمق معنى المسمّى الذي يحملون. 
من يتابع إنجازات هؤلاء الأبطال، ويقترب منهم ويدرك الظروف التي يستعدون فيها للمسابقات في مختلف الرياضات والمنافسات الإقليمية منها، والعالمية يقف وقفة إجلال وتقدير لهم، فهم يتجهزون في صمت بعيداً عن الضجيج الإعلامي الذي يصاحب غيرهم ممن يهدرون عشرات الملايين من الدراهم دون أن يتركوا بصمة تليق برياضة وباسم الإمارات. ورغم ما يحققه أصحاب الهمم العالية من منجزات ذهبية وفضية وبرونزية لا يحظون بربع الرعاية والاهتمام الذي ينهال على غيرهم «الصفريون».
ذات مرة تساءل أحدهم عن سر المفارقة العجيبة بين طرف يغدقون عليه الملايين، وكل أشكال وصور الرعاية والمعسكرات الباذخة في الخارج، وطرف يجتهد بشق الأنفس، وبإمكانياته الذاتية المحدودة ليعد عدته للمشاركات القارية والعالمية، فكانت الإجابة ببساطة أن أصحاب الهمم العالية لا حسابات خاصة لهم وتأرجح بين مصالح النادي والمنتخب، خطهم واضح لا تشوبه صراعات، ولا تنازع ولاءات بين ناد وفريق ومنتخب، يجمعهم تركيز واحد نحو هدف سام وأشمل يتعلق بتحقيق الفوز بكل عزيمة وإصرار، وإضافة رصيد جديد لرياضة الإمارات.
الفرحة ببرونزية القايد يجب أن تكون محطة فاصلة، ووقفة جادة لإعادة الاعتبار لمنتخبات أصحاب الهمم، وتقليص الفجوة القائمة في الاهتمام والرعاية بين الجانبين، وإيلاء الرياضات الفردية و«البارالمبية» الاهتمام والمتابعة التي تستحق، فقد كشف أبطال«البارالمبية» من أصحاب الهمم العالية عدم جدوى خيارات أصحاب الحلول الجاهزة ممن يستوردون رياضيون جاهزون من الخارج، وإشراكهم في الأندية والمسابقات لتحقيق نصر سريع لا لون له ولا طعم، لأنه غير معجون بنكهة الإمارات ومن غير تراب الإمارات، فجاء بلا روح ولا فرح حقيقي.
نتمنى أن تشهد الأيام القادمة مراجعة للخطط والبرامج الخاصة بإعداد أبطال الهمم العالية، وتوفير كل احتياجاتهم، وتذليل أي عقبات تواجههم، وهم أصحاب منجزات حقيقية تنطلق من الأرض التي أبهرت العالم عندما استضافت الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في أبوظبي 2019.