السعديات تختزل الزمن في رسوم زجاجية أشف من مقل الحسان الكواعب، وأندى من سحابات المطر، وأرق من أجنحة الطير، وأعذب من شفة لها في الرضاب عذب، وجذب.
اليوم بعد زمن من البذل والعطاء، تبدو السعديات باقة من أحلام الذين يسبكون ذهب الجمال على تراب الأجداد ويعيرون للتاريخ نظرة، فابتسامة من عيون كأنها البريق في أحضان النجمة، اليوم في السعديات تنبثق أحلام شعب، وتنبجس طموحات قيادة، بأن تظل الإمارات هي الاستثناء في عالم تسبقه خطواته نحو الأمل، مستدعيا قدرات وطاقات هي الأذكى، وهي العبقرية في إبداعاتها، وفي بلوغها ذروة البلاغة، والنبوغ، اليوم تطل السعديات على العالم بخضم رحب، واسع النطاق والأشواق، وهي ترفل بواجهات تطوع الفضاء كي يكون لها سبورة الحرف الأول، للكلمة الأولى في التعبير عن قوة البديع، وحسن الصنيع، وجمال الصورة، وبهاء العبرة.
هكذا اليوم من يزور السعديات، يجدها تتحول من جزيرة إلى كوكب دري يدور حول معطيات، وبذل، وكأنه في الوجود أغنية تدور في ذاكرة الطير، وتهمس للشجر، بأن الحياة أغنية، وأن أجمل أغنيات الحياة، الترنم بالجمال، وأحيائه عند كل مشهد، ومحفل، ومنصة.
اليوم تحتفل السعديات بلقب جينيس للأرقام القياسية لأكبر لوحة فنية من الزجاجات، التي تحتوي على رسائل وعبارات لافتة، ونجحت الجزيرة على جمع 1100 زجاجة تحتوي على هذه الرسائل. ماذا يعني هذا؟
عندما نتأمل المشهد، نرى أن القيادة الرشيدة صممت على تحويل البلد وليس جزيرة السعديات إلى متحف يروي حكاية الإنسان مع الحب الجمال، وقصة بلد ترعى الجمال، كما تعتني بالإنسان والذي هو الجوهر، وهو المحور، وهو نقطة الضوء في دائرة الشمس.
اليوم تعتبر جزيرة السعديات، هي المثال، وهي النموذج، وهي الكتاب الملخص لمجموعة رسائل إنسانية، تحب الإمارات أن تبعثها للعالم، وتقول بالصوت، والصورة، إنه لا سبيل لغير الجمال الذي يعيد توازن الإرادة البشرية، ويشكل الصورة المناسبة لحياة خالية من الكراهية، نقية من العدوانية، زاهية لا تختلط بها عواهن، ولا عواتي.
هذه هي رسالة قيادتنا، وهذه هي الرؤية التي تسكن الأرواح والمهج، وهذا هو النهج، وهو المبدأ، والثابت الذي لا تغيير لبنيانه، ولا تحويل لمساره، لأن الأول، والآخر في البدء والنهاية، في جعل العالم مرآة صافية، زجاجتها من تراب العفوية، وإطارها قلوب ما انفكت تلهج بالحب، وتسقي سنابله بالوفاء، والصدق والإخلاص.