يعمل بصمت، يمد الخطوات بتؤدة، ويسير والابتسامة الشفيفة تسبقه، ويعبر النهر وفي عينيه يكمن بريق الفرادة، والتميز، وعندما تتحدث معه، يمتشق صالح كرامة الجملة من غمد وعيه بمعنى فن، ويسرد لك قصة جواد ملأ جعبته بطموحات زاهية على الرغم من المنغصات.
وعلى الرغم من الأمواج العالية التي تقف في وجه الإبداع الأصيل، ولكنه يمضي، ويسرج خيله، ويمتطي الريح، مسابقاً نفسه، فها هو يصل، ويحقق بعضاً من طموحه الأوسع من المحيط، ويكسب الرهان، ويثبت أن الإصرار هو نصل السيف، وأن العزيمة هي بذرة الرمح، فماذا يمكن أن يوقف سيل صالح كرامة وهو يجعل من العاصفة عجلة لمركبته العتيدة، ماذا أن يصد عصفه، وهو على ظهر ملكاته الفذة، يخصب فرح العالم بعطاء أشبه بعطر الزهرة، وبذل أشبه بجمال الفراشة وحلم أشبه بزرقة البحر، وطموح أشبه ببريق النجمة، وإرادة أشبه بعيني حسناء، وإصرار أشبه برونق الشهب وهي تخترق وجدان الوجود.
فوز فيلم (توزيعة) بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان مانهايم بألمانيا، واختيار فيلمه الوثائقي (سايرين الغوص)ضمن قائمة أفضل الأفلام القصيرة في المهرجان الذهبي بإيطاليا، واختيار نفس الفيلم كأفضل الأفلام القصيرة بمهرجان برلين فلاش.
قائمة نجاحات أستحقها أخونا الفنان الجميل صالح كرامة، دليل على أن الرجل يمتلك ثروة إبداعية هائلة، ومناخاً فنياً دفيئاً، يجعل من مكانته في هذا المجال عالية النبرة، واسعة الحدقة، قوية الأثر في وجدان كل من يعتزون بالمواهب الندية، وكل من يضعون هذه المواهب، موضع القلب من، الجسد.
صالح كرامة نموذج حي وواقعي على تلك الفلذات التي تسطع في سماء بلادنا، وتشع بالغطاء، وتزخر بالسخاء، وتزدهر بالوفاء لما تمتلكه من قدرات، وإبداعات هي في نهاية الأمر رصيد زاخر بالقيمة الإبداعية، وثروة ثمينة، تضم إلى ثروات الإمارات الإبداعية في مختلف المجالات.
صالح كرامة الوفي لفنه، يعمل ليل نهار في مختلف الأوقات، ويمارس إبداعه السينمائي، وكذلك المسرحي، وكل بقعة من أرض الوطن هي خشبة مسرح لهذا العصامي المؤمن بأهمية الفن وقيمته.صالح كرامة يمثل، ويخرج، في أسوأ الظروف، ولا تعرقله شائبة، أو خائبة.هو هكذا فنان بالفطرة.