لو أسقطت شجرة بعض وريقاتها الصفراء في النهر، فهل سيحجم النهر عن إروائها. بالطبع لا، لأنه من سجايا الطبيعة أن تلهم بعضها بالتلاحم، والانسجام، والتكامل. لا يمكن أن نتصور استمرار الحياة من دون تسامح، لأنه في التسامح لقاح ضد الفرقة وضد اللغة العدائية، وضد الكره، والحقد.
بهذه المعاني سارت خطوات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على رمل الحياة، وفي عينيه بريق الشغف، بكل ما هو حي، وعلى هدي زايد الخير، نمت مشاعر قيادتنا، وترعرعت على حب الخير للآخرين، وهذا ما جعل الإمارات اليوم  تتبوأ مكانة عالية في نفوس الشعوب، وتأخذ حيزاً واسعاً في ثقة العالم بقدرة الإمارات على تحقيق مكاسب واسعة النطاق على صعيد العلاقات بين الدول الشقيقة، والصديقة على حد سواء.
عندما تفتح النسور أجنحتها، فإنها تصل إلى الأعالي، عندما تحلق في الفضاء، فأنها تحقق شيم عبقريتها في الوصول إلى أهدافها السامية.
وزارة التسامح والتعايش بدورها، اتخذت قرار التصدي لأهم قيمة إنسانية يصبو إليها البشر، وهو خطاب التسامح، محمولاً على أجنحة الوفاء لأخلاق المؤسس ورخاء مشاعر القيادة الحكيمة، خطاب مجلل بنعيم الأخلاق الإماراتية، وبذخ الحب الذي تنتمي إليه أحلامنا الزاهية، معطرة بتاريخ سخي، توفرت لديه كل أسباب العطاء قادماً من ثنايا النخلة، النبيلة، ومن طيات الغافة النجيبة، واليوم والإمارات تتوسط العالمين بإرادة لا تخل، وعزيمة لا تزل، ونخوة لا تكل، وثوابت لا تميل ولا تمل، تسير القافلة محملة بأشجان عشاق، أصبح العطاء بالنسبة إليهم، قصيدة عصماء، مكتوبة بماء الذهب، وحروفها منسوخة من عذب الأحاسيس، منقوشة من عذوبة القلوب الندية، وهكذا تبدو الحياة اليوم في الإمارات نهراً سيالاً، يذهب للعالم بمخيال الأوائل، أصحاب النواهل، أولئك الذين أسسوا شجرة الخلد في الضمير الإماراتي، وتركوا على الأرض أثر السنابك التي خاضت حرباً شعواء ضد الكراهية حتى تجلت المحبة، بتلات أزهار، تهفهف على صدر الوطن، وتشيع المودة كالفراشات، كي تلون الحياة بأجمل ما تبدعه الطبيعة من جمال خلاق، وفوح من ثيابه رائحة التسامح، بأثيرها الناعم، المنعم بالشفافية.
هذه هي الإمارات بخطاب، أعذب من الزلال، تذهب إلى العالم، بابتسامة الزهرة الوردية.