دلالات كثيرة عكستها مشاهد الهطول المطري الأكبر الذي شهدته الإمارات مؤخراً، في ظل تعرض الدولة لمنخفض جوي.
لعلّ أبرز هذه الدلالات أنها كشفت عن مكامن قوّتنا في إدارة الأزمات، والإمكانات الاستثنائية التي تمتلكها منظومة الطوارئ في بلادنا، والوعي اللافت الذي يتمتع به المواطنون والمقيمون، وذلك التعاضد المجتمعي اللافت.
وفضلاً عن ذلك كله، فإن قوة البنية التحتية العملاقة التي تتمتع بها بلادنا، كان لها الدور الحاسم في تقليل الأضرار الناجمة عن تلك الحالة الجوية غير الاعتيادية، وساهمت بإيجابية كبيرة في حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز الاستقرار والسلامة.
فلقد نجحت بلادنا في تطوير قدرات الاستجابة الوطنية لمواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، عبر دقة التخطيط، وفي إطار جهود تعاونية متكاملة بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي، لتكون النتيجة هذا المستوى المتقدم من الجاهزية والقدرة على الصمود في وجه تلك الأمطار غير المسبوقة.
وكما وثقت كاميرات البعض هذه الكميات الهائلة من الأمطار، وتلك الجهود المخلصة التي قامت بها الفرق الوطنية من شتى القطاعات والجهات المعنية، وثقت أيضاً لمرتكزات القوة التي تستند إليها هذه البنية التحتية العملاقة في بلادنا، لتتجلى من جديد إمكاناتنا في تطور وجودة هذه البنية، المصنفة في المركز الرابع عالمياً.
وللحق، فإنه لم يكن لمثل هذه الجهود أن يكتب لها النجاح لولا الرؤى الطموحة التي تبنتها قيادتنا الرشيدة والتي أولت اهتماماً بالغاً للعمل على جودة البنية التحتية المتكاملة للمطارات، والموانئ وشبكة الطرق الحضرية، والأماكن السياحية والفنادق، ووسائل النقل بأنواعها، إضافةً إلى جودة الكهرباء، والاتصالات وكافة الخدمات والمرافق العامة لتوفير مقومات الحياة الكريمة لكل المواطنين والمقيمين وضمان أمنهم الاجتماعي والاقتصادي سعياً لتحقيق حياة كريمة للمجتمع ورفاهيته، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تلافي أي تداعيات كارثية للمنخفض.
أمر آخر لم تخطئه عين، وهو أن هذه الكميات الهائلة من الأمطار كشفت عن امتلاكنا ثراء من نوع آخر، وهو ذلك التعاضد المجتمعي الكبير في بلادنا، الأمر الذي يزيدنا يقيناً بأن قوتنا الحقيقية تكمن في أرضنا وإنساننا، وأن توحّدنا سيبقى سرّ وجودنا.
بقي القول: إن السرعة، وفاعلية الإجراء المضاد، والشفافية، تشكل أبرز عوامل نجاح التدابير الحكومية في مواجهة أي طارئ، وبفضلها تختبر الدول نجاعة الخطط، وإمكانات القوى البشرية، وقدرتها على إدارة الأزمة، وكفاءة مؤسساتها وجاهزيتها، وهو ما حدث مع مواجهتنا لتداعيات المنخفض الجوي.. ودامت بلادنا بخير.