هكذا يبدو الحراك السياسي الإماراتي، كأنه رفرفة الأجنحة، كأنه دورة الموجة، كأنه حلم الأشجار في صياغة الأوراق، كأنه سجع القصيدة، في وجدان الأفذاذ، كأنه ندف المطر على زجاجات الحياة، كأنه رفيف الأغصان على مسامع الطير، كأنه السر في ثنايا القلوب الحانية، كأنه الفكرة النيرة في ضمير المبدعين، كأنه نبرة الوتر عند صياغة اللحن الأزلي، كأنه رفة الرمش، بين جفنين ساهرين على حفظ الحقيقة، كأنه البريق في مقلتين شيقتين، عريقتين، ماهرتين في الشعشعة.
هكذا هو الحراك السياسي في الإمارات، حيث المسافة ما بين الألفة، وحميمية التواصل كما هي المسافة ما بين الرمش والرمش، وكما هي العلاقة ما بين القلب والوريد.
فلا يمر يوم إلا وتشرق الشمس على لقاء جديد، يلون حياتنا بالفخر، والاعتزاز حيث بلادنا أصبحت اليوم، محطة لقاء العالم، ونقطة التقاء الأقطاب، تفيض بالبشارات، وتغدق الأفئدة بعلوم الدار التي أفصحت عن قدرة فائقة على جمع العالم على كلمة سواء، في مواجهة بطش الفرقة، وتمزق أشرعة السفر.
ها هي الإمارات تؤكد أنها دولة الأحلام الزاهية، والطموحات الرضية، والأفكار الرخية، والمهارات المذهلة، والابتكارات المدهشة، ها هي الإمارات تفتح صفحات التاريخ على آخرها، ليملأ في سجله أوعية الدم الصافي، المنقى من الدرن، ويحفظ لبلادنا دورها الريادي في قيادة العالم نحو محيطات تبدو أمواجها مروجاً مزروعة بإشراقات مستقبل بهي، ونوارسها مظلات تحفظ ود العالم، وتسرد قصة البقاء في الأفق من دون سغب، ولا تعب، لأن المسعى الإماراتي هاض المحبطات، وكبح المثبطات، وأمسك بلجام الجياد كي تمضي حقباً من دون مراوغة، أو خبيب.
الإمارات اليوم في عيون العالم مقلة ببياض الموجة، وحدقة بنوص السحابات الممطرة، الإمارات اليوم هي البوصلة، وهي الفاصلة، هي اللغة الحداثية في قاموس السياسة، وهي الكلمة الفصل في صناعة السلام، وبسط ذراع المحبة بين أطراف، وأطياف، وأعطاف، ماضية في سرد الحكاية بين الإنسان والإنسان، على أسس النوع الواحد وبلا مزق ولا فرق.
الإمارات عالم في دولة، ودولة في عالم في أبجديته أننا بشر لنا الحق في العيش من دون رياح تحطم الأوتاد، ولا خضات تهشم الضلوع. السلام أولاً، وأولاً، وأولاً.