في كثيرٍ من بلدان العالم، وبخاصة الدول التي تسلقت سلم الإعلام بواقع الصورة التي لا تتطابق مع أصلها، ولكن لقوة الإعلام وصرامته وجبروته، استطاعت هذه الدول أن تحتل مكانة عالية ومميزة، ولو على سبيل الصورة البلاستيكية التي تغري ولا تفيد.
بينما في الإمارات، نجد الإعلام هو العجلة التي تبذل الجهد لكي تتوافق مع الخطوات الواسعة التي قطعتها الإمارات، في المجالات المحورية «السياسة - الاقتصاد - الحياة الاجتماعية» هذه محاور ترتكز عليها نهضة الإمارات، وتقدم حركتها في العالم، وهذه نماذج حية تعبر عن دور الإنسان في تحريك المياه الآسنة، وقدرته على تحويل المياه المالحة، إلى ماء عذب زلال.
اليوم في الإمارات، القيادة تقود المرحلة إلى صناعة إنسان قوي، مبدع، مبتكر، مهتم بإعادة صياغة حياته، لتتلاءم مع الظروف العالمية الذاهبة سريعاً إلى المستقبل، الممتطية حيال التطور بفكرة أكون أو لا أكون، فلا مكان اليوم للمتخلفين عن الركب، ولا صوت اليوم للذين يندسون تحت اللحاف ويريدون الوصول.
الإمارات تعتمد على الإعلام، كوعاء يحمل ما تنتجه، وينصره في العالم صوت مجلجل يحترمه القاصي والداني.
الإمارات والإعلام صنوان لهدف واحد ولا غيره، ألا وهو التواصل مع الآخر بصورة تحقق التطابق ما بين الواقع والخيال.
الإمارات تسير مع الإعلام جنباً إلى جنب، كعمودين يرفعان السقف، كنجمتين تضيئان السماء.
هذه هي سمة القيادة الرشيدة، وهذه هي الصورة التي تظهر عليها الإمارات في العالم، ومن دون رتوش، ولا مساحيق تجميل، بل هي الإمارات الواقعية في بروزها، وفي نشأتها، وفي مسيرتها التاريخية منذ فجر التأسيس.
الإعلاميون، حملة مشاعل النور، أصحاب الحرقة الإبداعية، اليوم هم في هذا التجمع القيمي، في هذا الاحتفاء بالكلمة، يرون أنفسهم في مرآة الإمارات، الصورة الزاهية، ويرون في أقلامهم أعلاماً وساريتها بلد حققت ذاتها بقوة الإيمان بالذات، وقدرتها على تجاوز العقبات، وتخطي المطبات الهوائية، والوصول إلى الغيمة، بأحلام البحار، والمحيطات والتي تفتح سبلاً للغيمة كي تنهل، وكي تخصب وجدانها بما يجعل الحياة تواصل وعناق، ويجعل الإنسان الشريك الأعظم في بناء هذا السور العظيم، سور المحبة بين مكونات الوجود.
الإمارات حققت منجزها، باعترافها بأنه لا مستحيل في الوصول، وجاء الإعلام ليقف شاهداً على هذه النهضة، متضامناً مع الضمير الإماراتي الذي جاء بهذه المعجزة.
اليوم ونحن في هذا العرس العالمي البهيج، اليوم والإمارات تستقبل العقول العربية، والعالمية، تضع على مائدة البحث، والتبصر، منجزها الحضاري وبكل فخر، تستقبل ابتسامة الفرح على وجوه عشاق الأمل، ورواد النهضة في هذا العالم.