بداية الخمسين، إضاءة نووية تسلم للعالم فكرة أن نكون مسالمين بقوة، حالمين بالحياة بشغف، منسجمين مع الوجود، بخيوط الطاقة النظيفة، وسمائها المرصعة بنجوم الفرح المتوجة بقدرات شباب إماراتي حقق الأمنيات في ظل قيادة آمنت بأن الإنسان هو الشمس التي تضيء، عندما يصبح عقله مصباحاً منيراً، وعندما يصير قلبه قاموس محيط، وعندما تكون إرادته موجة عارمة تكتسح العراقيل، وعندما يبدو طموحه، النهار الذي يغتسل من عتمة الليل.
هكذا تسبر الإمارات الخمسين عاماً ببداية مشرقة تغدق الحياة بوجه جليل، ووسم نبيل، ووشم أصيل، والمبتغى هو أن نصل إلى غاياتنا ونحقق أهدافنا، ونفوز بما نرنو إليه ببداهة المسلمات، عندما يكون الإنسان أمام الوجود مثل الطير في السماء يحلق بأجنحة العزيمة، ويرفرف بريشة التفاؤل، ولا يقبع تحت المحبطات، والمثبطات، بل يسوم الروح رخيصة من أجل إعلاء شأن الوطن، وشجنه وفنه.
واليوم ونحن نتلقى البشارة بدخول «براكة» الدائرة التجارية، فإننا ندخل في الحوار العفوي، مؤمنين بأن الإمارات اليوم تقود المرحلة القطبية في عنق الإقليم بكل جدارة وتفوق، وثقة، وثبات، ورسوخ؛ لأن السفينة عبرت المحيط منذ زمن، وخلفت وراءها الموجة المعرقلة، وأصبحت اليوم على مشارف مرافئ النجاح، وهي تسير بخطوات متئدة، وتمضي في العبور في شوق، وتشوق نحو الأحلام التي زرعها المؤسسون، واليوم يقطف ثمارها جيل من الذين لمعت عيونهم ببريق الامتياز، والاستثنائية هم شباب من لإمارات تعزز خطواتهم قيادة نسقت أوراق المجد، ورتبت أغصان العز، بلباقة الأنقياء، وسطرت في التاريخ درساً لعالم ما بعد الخمسين؛ لأن قميص الإرادة أوسع بكثير مما يتخيله عقل الإنسان العادي، ولأن قبعة الطموحات أعلى بكثير مما يفكر فيه أي كائن لم يخلق إلا للرتابة والتقليد.
الإمارات تمرق من المضيق إلى أوسع باحات البحار، وتثب نحو الآفاق بحب، حب الحياة، حب الناس، حب العالم أجمع من دون تفاصيل تغرق الوجدان بنشارة الخشب.
«براكة» بطاقته النووية، يرسم صورة الإنسان الحديث وهو يقفز فوق الدخان ليصل إلى صفائه، وينجز نقاء الفكرة الخالدة في عيون الناس الأوفياء لهذه الطبيعة ولأمنا الأرض، ولإخوتنا في الحياة.