كان العالم يقف على قدميه حين يلعب منتخب البرازيل لكرة القدم في المونديال تحت قيادة بيليه، وجايير زينيو وريفيلينو وكارلوس ألبرتو وتوستاو، فهي متعة أن تشاهد المهارات الفذة بفريق واحد.
 وكان هذا حال بعض العالم عندما يلعب مارادونا. فالنجم السوبر يستحق المشاهدة، لكن منذ مطلع الألفية لم يعد منتخب البرازيل مبهراً، وآخر بطولاته الخمس في كأس العالم حققها عام 2002. بينما توارت الأرجنتين بعد مونديال 1986، ولم تعد كما كانت، وأصبح أداء منتخب «التانجو» مثل معزوفة نشاز، حافلة بالفوضى، كما قال يوماً ما سيزار مينوتي مدرب الفريق الفائز بكأس العالم في 1978.
وهذه الفوضى مستمرة في أرجاء القارة، فقد سيطرت أوروبا على كأس العالم منذ عام 2006، وضاعت مع تلك السيطرة الشخصية البرازيلية المهيبة في الملعب، وأهينت كرة السامبا يوم خسر المنتخب أمام ألمانيا بسبعة أهداف، في مونديال 2014، لتضيف الهزيمة مايعرف بأشباح «بيلو هوريزونتي»، وهي المدينة التي أقيمت بها المباراة، وكانت البرازيل حتى هذا العام تعاني من هزيمة 1950 في ماراكانا أمام أوروجواي.
 ما جرى في كأس العالم للأندية يعود ويكشف واقع كرة القدم في أميركا الجنوبية وفي البرازيل، فقد فازت أوروبا باللقب مرة أخرى، ممثلة في العملاق البافاري بايرن ميونيخ، ليكون هو الإنجاز الثاني عشر للقارة العجوز منذ عام 2007، باستثناء لقب 2012 الذي أحرزه كورينثيانز البرازيلي، فيما أحرز الأهلي المركز الثالث على حساب بالميراس، وهو إنجاز يحسب للفريق وللكرة الأفريقية، لكن صحافة وإعلام البرازيل وجدت ممثلها كاشفاً لحالة كرة القدم في البلاد!
لقد نجحت أوروبا في مواجهة هيمنة مهارات البرازيل والأرجنتين، وأدرك الأوروبيون أن اللاعب في أميركا الجنوبية يكون قراره الأول دائماً هو المراوغة للإعلان عن موهبته، وكان ذلك أول رصاصة تطلق على الكرة البرازيلية، وأعقبها الرصاصة الثانية، وهي هجرة أكثر من عشرة آلاف موهبة إلى مختلف القارات، على مدى سنوات، ثم كانت الرصاصة الثالثة أن البطولة القومية البرازيلية، أو الدوري المحلي، يقام بنظام المناطق، نتيجة المسافات الشاسعة بين المدن والأقاليم، وهو ما أفرز احتكاكاً ضعيفاً في النهاية. 
الرصاصة الرابعة والقاتلة، وهي ضعف التطور العلمي الرياضي وفنون التدريب والاستشفاء والتكتيك والأساليب، في أميركا الجنوبية، وحين لجأ دونجا للأسلوب الدفاعي الواقعي تمت إقالته حين أخفق عام 2010 في المونديال، والمشكلة الحقيقية أن كم المهارات الفردية في البرازيل، وفي أميركا الجنوبية لم تجد مدرباً يسيطر عليها ويوظفها في الأداء الجماعي. 
** أفتقد كرة البرازيل التي كانت !