الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حلم زايد أصبح أكبر صرح صحفي في المنطقة.. "الاتحاد".. نبض الوطن

حلم زايد أصبح أكبر صرح صحفي في المنطقة.. "الاتحاد".. نبض الوطن
20 أكتوبر 2018 00:32

أبوظبي (الاتحاد)

منذ اليوم الأول لصدورها قبل 49 عاماً، كانت جريدة الاتحاد - ولا تزال - شريكاً فاعلاً في كل عمليات البناء والتنمية والتحديث التي جرت فصولها على أرض هذا الوطن، ووسيلة إعلامية واعية داعمة، تضع الوطن ومصالحه على رأس أولوياتها، وتدعم توجهات الدولة وتطلعاتها وخططها ومبادراتها، وتلقن من يفكر في التطاول على الإمارات ورموزها، أو النيل من المجتمع وأمنه واستقراره دروساً لا ولن ينساها، وإنْ طال به العمر.
«الاتحاد» التي تتصدر اليوم المشهد الصحفي في المنطقة، وتصنف واحدة من أكثر وسائل الإعلام العربية تأثيراً، صنعت هذه المكانة الفريدة بممارسات احترافية، ومهنية ومصداقية وحس وطني صادق، ورؤية واضحة، وسياسة تحريرية واعية مستنيرة، هدفها الأسمى أمن الوطن، وسعادة المواطن.
وطوال العقود الخمسة الماضية، واكبت «الاتحاد» مسيرة البناء والتطور بكل تفاصيلها، ونقلت الأحداث والأخبار المحلية من الإمارات كافة، وكانت حريصة على الوصول إلى كل نقطة على خريطة الوطن رغم صعوبة التوزيع آنذاك، وسجلت ووثقت كل مراحل البناء والمحطات التاريخية التي شملت بناء الإنسان وبناء الوطن، ونقلت بالكلمة والصورة أهم الأحداث والتحركات المحلية، والتي كان يقودها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، فكسبت بمهنيتها العالية ثقة قرائها وأصبحت صحيفة كل الوطن.

التزمت «الاتحاد» طوال مسيرتها بالصدق والأمانة الصحفية، والمهنية العالية والشفافية في نقل الأخبار وطرح القضايا المحلية العربية والعالمية، وصنعت لنفسها، بجهود مخلصة بذلها مخلصون أكفاء من أمهر الصحفيين الإماراتيين والعرب، مكانة مرموقة ومميزة بين الصحف العربية والإقليمية، وكانت دائماً حاضرة في المحافل الدولية والأحداث التاريخية.
البداية تعود إلى عام 1966، عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وكرّس وقته وحياته وجهده لتحقيق حلمه الكبير في توحيد شعوب وأبناء المنطقة، في دولة واحدة.
وكان لا بد من وسيلة إعلامية تتابع الحراك السياسي والتطورات المتلاحقة في البلاد، وتنقلها لأبناء المنطقة، ومن هنا جاءت فكرة إصدار صحيفة في أبوظبي تعبر عن شعوب المنطقة، وتدعم جهود قيام الاتحاد، وبالفعل أصدرت حكومة أبوظبي ممثلة بدائرة الإعلام والسياحة في 20 أكتوبر1969 العدد الأول من صحيفة أسبوعية تحمل اسم «الاتحاد» تيمناً بالتحركات التي كان يقوم بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات من أجل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
وترأس الصحيفة آنذاك وتولى الإشراف عليها المغفور له، الشيخ أحمد بن حامد آل حامد، وكان أول من كتب افتتاحية للجريدة الوليدة، وتحدث فيها عن ظروف إصدار العدد الأول من أول جريدة في أبوظبي، ومنطقة ساحل عُمان، موضحاً أن اختيار الاسم جاء تماشياً مع رغبة أبناء الإمارات في وجود كيان سياسي موحد.
وولدت «الاتحاد» في 12 صفحة بحجم «التابلويد»، ولم يتجاوز عدد نسخها الألف نسخة في مراحلها الأولى، وحمل العدد الأول للصحيفة «بشرى مهمة» تتمثل في خبر الاجتماع الأول لحكام الإمارات المتصالحة في أبوظبي، واتفاقهم على قيام الاتحاد، وعنونت «الاتحاد» أولى صفحات عددها الأول «مرحباً برواد الاتحاد».
وتولت مسؤولية إصدار الصحيفة أسماء عربية بارزة، مثل عبدالله الطائي من الشقيقة عُمان وكيل دائرة الإعلام آنذاك، وادمون أسطى نقيب الصحفيين اللبنانيين في ذلك الوقت، ومعهم صحفيون مصريون وعرب، وإلى جانب إشراف أحمد بن حامد، تولى كل من عبدالله الطائي وادمون أسطى إدارة التحرير ومتابعة العمل تحريرياً وإخراجياً، والإشراف على كل المراحل الفنية حتى طباعة الجريدة التي كانت تجمع في ذلك الوقت بحروف الرصاص وتطبع أسبوعياً في بيروت وتعود بعد خمسة أيام إلى البلاد. ومع تسارع الحراك السياسي في البلاد، ظهرت الحاجة إلى إصدار الصحيفة يومياً، خاصة بعد أن نجحت في الصدور بشكل أسبوعي منتظم، وتمكنت بوسائل تسويق ذكية من الصمود في وجه الصحف المنافسة القادمة من بلدان عربية أخرى، أبرزها «التوزيع المجاني» الذي ساعد في زيادة المطبوع إلى 5 آلاف.
مرآة المجتمع
وحين عُرض تحويل الصحيفة من أسبوعية إلى يومية على الوالد المؤسس في 27 نوفمبر1971، أشاد بالفكرة وطلب سرعة تنفيذها، وقال، طيب الله ثراه، لجريدة الاتحاد وقتها: «الصحيفة هي مرآة المجتمع، وحريتها في التعبير عن رأيها امتداد لحرية الإنسان وحقه الطبيعي في التعبير عن رأيه، إن الصحيفة يجب أن تكون حرة كي تعبر بصدق وإخلاص عن رأي الناس ولكي تخدم الشعب، وإذا فقدت أي صحيفة حريتها فقدت حياتها وماتت، فحرية الصحيفة مرتبطة بحرية الفرد وبالتالي حرية المجتمع ككل، وعندما تصدر الصحف اليومية عندنا ستتمتع بحريتها الكاملة في التعبير عن رأيها، والدستور الدائم للبلاد سيكفل للصحافة الحرية التامة».
ومع إعلان قيام دولــــــــة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 صدرت «الاتحاد» يومياً بصورة استثنائية، بعد أن كانت قد صدرت بشكل يومي لمدة أسبوعين بداية 6 من أغسطس 1971، بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في أبوظبي.

يومية
واعتباراً من 22 أبريل 1972 تحولت جريدة «الاتحاد» إلى يومية، لتواكب المتغيرات المحلية والدولية، وتطلب الأمر أن تستقل «الاتحاد» لتنطلق في عالم الصحافة، وبالفعل انفصلت عن وزارة الإعلام مالياً وإدارياً في أواخر 1972، وخصصت حكومة أبوظبي لها مقراً مؤقتاً عبارة عن «كرفانات» بجوار نادي الجزيرة الرياضي، جمعت في منتصف السبعينات كوكبة من حملة القلم وأصحاب الرأي العرب.
في عام 1977 وبناء على مرسوم أصدره الوالد المؤسس، تم إشهار الاتحاد كمؤسسة مستقلة تحمل اسم «مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع»، وخصصت لها حكومة أبوظبي ميزانية تقترب من 40 مليون درهم، وصدر عن المؤسسة مجلة «زهرة الخليج»، ومجلة «ماجد»، إضافة إلى صحيفة يومية باللغة الإنجليزية «إمارات نيوز».
وتعاقدت «الاتحاد» مع إحدى دور الطباعة في أبوظبي لطبع الجريدة، ثم تغير الحجم من «تابلويد» إلى «ستاندرد» الحجم الكبير، وانتقلت الطباعة إلى مطبعة أخرى في دبي، تمتلك تقنية طبع الجريدة بشكلها وحجمها الجديدين، وفي مايو 1977م اشترت الاتحاد مطبعة حديثة متطورة، وأسهم هذا التطوير في ارتفاع معدل انتشار الجريدة حتى وصل التوزيع في نهاية الثمانينيات إلى أكثر من 100 ألف نسخة يومياً، في الإمارات والأقطار العربية وأوروبا.
ويسجل لجريدة «الاتحاد» استعمالها لتقنية نقل المواد الصحافية بواسطة الأقمار الصناعية للمرة الأولى في البلدان العربية، وفي منطقة الشرق الأوسط عام 1981، عندما أنشأت مطبعة ثانية في إمارة دبي لتطبع الجريدة في كل من أبوظبي ودبي في آن واحد، للتغلب على مشكلات تأخر توزيع العدد اليومي في الإمارات الأخرى، كما أن «الاتحاد»، هي أول صحيفة عربية تمكنت من استقبال صور الوكالات العالمية بواسطة «الراديو»، وفي أوائل الثمانينيات تم استبدال «الراديو» بخدمة الكيبل، وما زالت «الاتحاد» تحتفظ ليومنا هذا، بالعديد من الأجهزة والكاميرات التي استخدمتها خلال المرحلتين.
وفي بداية عام 1999م صدر قرار اتحادي بضم كل من مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع، والتي كانت تمتلك عدداً من المطبوعات، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، لتصبحا «مؤسسة الإمارات للإعلام»، ودخلت «الاتحاد» مرحلة جديدة من تاريخها المهني والتقني مع تولى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وزارة الإعلام آنذاك.
وعملت المؤسسة تحت هذا المسمى حتى عام 2007، وبعده تم تأسيس «شركة أبوظبي للإعلام» بموجب مرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي شركة مملوكة لحكومة أبوظبي.

مرحلة جديدة
واليوم وبعد مرور 49 عاماً على انطلاقتها من شقة متواضعة بشارع المطار في أبوظبي، تختال «الاتحاد» التي أصبح يعمل بها أكثر من مئتي صحفي ومصور وفني، في ثوب عصري، وتفاخر بنقلة نوعية في الشكل والمضمون.

تعامل «احترافي» مع الأحداث
تعاملت «الاتحاد» بمهنية رفيعة مع أهم الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، ورصدت بالكلمة والصورة تفاصيل المحطات التاريخية المهمة التي مرت بها المنطقة.
وعلى المستوى المحلي، تابعت الجريدة بوعي التحركات المكوكية لحكام الإمارات المتصالحة، سعياً لقيام اتحاد الإمارات، وكان لها السبق في تغطية وقائع إعلان وثيقة الاستقلال، حيث كانت «الاتحاد» موجودة في هذا الاجتماع التاريخي، ممثلة في محررها ومصورها اللذين نقلا الحدث منذ بدايته وحتى إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عنوانها الرئيس في العدد رقم 110 في 3 ديسمبر 1971: «وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة».
وعربياً، تميزت الاتحاد بعناوين تناقلتها الأجيال، ففي حرب أكتوبر من عام 1973م نقلت «الاتحاد» وقائع الحرب أولاً بأول، وتحركات دولة الإمارات ودورها في المعركة، ومبادرة الوالد المؤسس بقطع البترول عن الدول المساندة لإسرائيل التي غيرت مسار المعركة، ويومها عنونت «الاتحاد» في صدر صفحتها الأولى في 18 أكتوبر 1973م «البترول دخل المعركة».
وتابعت الاتحاد الحرب العراقية الإيرانية وضرب ناقلات النفط البحرية المتجهة والمغادرة لمنطقة الخليج العربي، وتناقلت وسائل الإعلام العربية والأجنبية تغطياتها، كما يسجل لـ«الاتحاد» أنها أول صحيفة عربية تدخل دولة الكويت بعد تحريرها من الغزو العراقي، ونقلها لوقائع معركة تحرير الكويت.

اقرأ أيضاً:
نورة الكعبي: "الاتحاد".. رزانة الصحافة ورصانة الثقافة
علي بن تميم: "الاتحاد" مدرسة الوطنية والمهنية
حمد الكعبي: "الاتحاد" 49 عاماً من التميز والريادة الصحفية
الوطن أهم ملفات "الاتحاد"
خبراء إعلام ورؤساء تحرير صحف مصرية: "الاتحاد" مدرسة صحفية تتسم بالحياد والمهنية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©